Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

مدنيون خيّرون !

A A
* العلاقة بين المدينة النبوية والخير علاقة أبدية لا انفكاك لها، فالرحمة وحب المساعدة صفتان استمدهما أهل (طيبة) من جوارهم لجسد (الرحمة المهداة) المسجى بين ظهرانيهم.. وحكايات (المدنيون الطيبون المبادرون) سارت بها الركبان شرقاً وغرباً، حتى لا تكاد تخلو منها ذاكرة أحد ممن عاشرهم أو تعامل معهم، أو حتى مر بهذه البقعة النورانية التي يُجمع زوارها - بمن فيهم المستشرقون الأوربيون - على كم الروحانية، والراحة التي تسللت إلى نفوسهم بمجرد الدخول في حماها.. وأزعم أني ما التقيت أحداً خارج المملكة أو داخلها إلا ووجدت في نفسه أثراً لهذه الطيبة والأخلاق المدينية المتفردة.

* العطاء جزء من الفكر والعمل اليومي (المدني) سواء من خلال مبادرات فردية بسيطة كمن ينقلونك بسياراتهم الخاصة دون مقابل، أو من يبادرونك بالماء المعطر عند بوابات المسجد النبوي، أو من يقبّلون رأسك طمعاً في أن تشاركهم الإفطار على بضع تمرات من عجوتهم المباركة، وأقراص (الشريك المديني المتفرد)، أو من خلال مبادرات جماعية على شكل مؤسسات طبية وتعليمية واجتماعية، تقدم خدماتها بودٍّ وترحاب لا يستثني حتى (ابن السبيل) الذي قد تفاجأ إن علمت أن ثمة جمعية تعنى به وبخدمته في المدينة.

* الجميل أن كل شيء في مدينة (العطاء ) يُطوّع لصالح الخير، بما في ذلك التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي. وأشرف شخصياً بالانضمام إلى مجموعة (مدنيون) الخيرية وهي فرع من تجمع افتراضي مديني أكثر خيرية، اسمه (المدينة في قلوبنا)، يضم خليطاً جميلاً ومتجانساً من مثقفي المدينة ومسؤوليها وتجارها وأكاديمييها وبسطائها من الجنسين، هدفهم الأسمى خدمة المدينة، وصناعة المبادرات الخيرية المحلية من أجلها ومن أجل زوارها.

* لم أكتب المقال للتباهي أو التمنن، بل هي دعوة لمن أعمته غشاوة التطرف والتشدد فرمى ديننا بعدم الإنسانية لرؤية نموذج حقيقي للمجتمع الإسلامي المعطاء الذي أسسه الرسول الأعظم.. والتأكيد على علو الخلق الإسلامي كلما ازددت قرباً من الحبيب الذي أخبرنا ذات يوم أن امرأة دخلت الجنة بسقيا كلب.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store