Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

متى أصبح الرقص على القبور مدعاة للفرح والسرور؟!

الحبر الأصفر

A A
مَن يُتَابع أَنمَاط واتِّجَاهَات الأُغنية، التي تَستَهوي الشَّبَاب والشَّابَات هَذه الأيَّام فِي عَالَم الرَّقص، يَجد العَجَب العُجَاب، ويَتأكَّد بأنَّ مَن يَستَمعون إلَى هَذه الأَغَانِي، ويَرقصون عَليهَا -فِي نَفس الوَقت- سيَخرج في نَهَاية الأَمر بنَتيجة مَفَادها: أنَّهم أُصيبوا بسَاديَّةٍ جنائزية حزينة؛ تَستَعصي عَلى التَّفسير والتَّأويل..!

وحَتَّى يَتَّضح المَقَال، دَعونَا نَطرح المِثَال: مِن أَشهَر الأَغَاني التي يَرقص عَليهَا الرَّاقصون هَذه الأيَّام، أُغنية للفَنَّان المُتأِّلق «رَاشِد المَاجِد»، تَنبَثق مِن كَلِمَاتها مَعَاني الحُزن، وتَستَحضر مُوسيقَاهَا البُكَاء والأَلَم، ومَع هَذا يَرقصون عَليهَا، وكَأنَّهم ذَلك الطَّائِر، الذي صَوّب الصيَّاد نَحوه رُصَاصَة قَاتِلَة، ولَكن سَكرَات المَوت جَعلته يَرقص مِن الأَلَم، ويَتلوَّى مِن الوَجَع.. وحَتَّى تَتأكَّدوا، تَأمَّلوا هَذه الكَلِمَات التي وَردَت فِي الأُغنية:

سجَّه مَع الهَاجوس طبيعة اللي

بموت ما جزت عنها

أشكي على الخلاَّق وارفع له ايدي

لا كثرت الأفكار يفك منها

خلوني أكرم في حياتي وأنا حي

ولا متّ مدري جثّتي من دفنها

مسكين ياللي تحسب الواجد شوي

والعافيه لو تنشرى وش ثمنها!!

أمَّا الأُغنية الثَّانية التي يَرقص عَليها خَلقٌ كَثيرٌ، فهِي أُغنية «نَدْمَانَة»، للفَنَّان الشَّاب «زايد الصَّالح»، حَيثُ تَدور كَلِمَاتها حَول النَّدَم والتَّعب النَّفسي، وحَتَّى تَتأكَّدوا أَيضاً، تَأمَّلوا هَذه الكَلِمَات:

يَا نَدمَانَة عَلَى حُبّي وايّامه

قَلبك أنَا قدامه مَا حس يوم ورَاح

يَا وَلهَانه عَلى حُبِّي زَمَانه

كُنتي بحُضني تَعبَانة رجعت يوم طحت

أنَا مابي حبّك منه وش جَاني اللي جَاني كَفَاني!!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: لَيتَ الذَّائِقَة الفَنيَّة الرَّاقية تَعود إلينَا، فنَحنُ فِي السَّابق كُنّا نُطْرَب ونَتمَايل ونَترَاقَص، حِين كَان «طلال مدّاح» -رَحمه الله- يُغنِّي مَثلاً: «وابتَدَت أيَّامي تِحلَى، وابتَدَت تِحلَى الحيَاة»، أمَّا الآن فقَد أَصبَح البَعض يَرقص عَلى أُغنيَة، تَتضمَّن شطرًا يَقول: (ولَا متّ مَدري جثّتي من دَفنها)..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store