Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد عمر العامودي

حديث الأربعاء

A A
شاهد جارُنا «الخواجا» النَّاسَ في «حيِّنا» يقطعونَ أشجار «النيم» المعمّرة من عشرات السنين. لم يبقَ في «حيِّنا» منها إلاَّ القليل، وغدًا سوف تمتدُّ اليدُ الآثمة لاقتلاع الباقي. وكانت هذه الشجرة في الماضي القريب، تملأ الرحب.. تخفف من حرارة الشمس.. يفوحُ برائحتها العطرة الجو، ويُقال إنَّ لهذه الشجرة فوائدَ لا تُحصى، فهي طاردةٌ للحشرات، وهي دواءٌ فاعل لمرضى السكر، وهي مانعةٌ لتسوّس الحبوب.
* شهد الناس هذه المجزرة، ولم يعبِّر عن حزنه أحدٌ، ولم يحتج على ذلك أحدٌ، ولم تعترض على ذلك جهةٌ، جارنا «الخواجا» فقط، هو وحده مَن بكى تلك الشجرة، هو وحده الذي ظلَّ طيلة إقامته بيننا يؤنِّبنا على سوء ما فعلناه بتلك الشجرة، وكان يسأل في استهجان: أين البلدية؟ أين هيئة حماية البيئة؟ أين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من كلِّ ما تفعلون؟ وكان يردِّد: في كلِّ بلاد الدنيا، تعتبر القوانين هذه الفعلة جريمة. ويروي صديقٌ يملكُ سكنًا في ضواحي مدينة لندن، أنَّه دخل لثلاث سنوات في صراع مع النظام البيروقراطي الإنجليزي العتيد، ليحصل على موافقة مجلس بلدي الحي، لإزالة شجيرة كانت تعترض مدخل حديقة داره من الداخل. لقد وافقوا بعد أن أخذوا منه تعهُّدًا بنقل تلك الشجيرة إلى مكانٍ آخر من الحديقة، تحت طائلة العقاب اذا لم يتم ذلك، لقد استغرق الحصول على الترخيص سنواتٍ، ومحامين، ورسومًا، وأوراقًا، وأختامًا، ولن يغيِّر من الأمر شيء، أو يختصر الوقت، لو أتى بوساطة ذات ثقل، أو عرض رشوة!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store