Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مراد وهبة: المثقفون العرب «منظّرون عن بُعد».. والثقافة الإيرانية راديكالية ودموية

No Image

A A
يعد المفكر المصري، وأستاذ الفلسلفة بجامعة القاهرة، مراد وهبة، واحدًا من حملة مشاعل التنوير في المجتمع، لما يتميز به من آراء تقدمية، تحارب الانغلاق، وصدام الحضارات، وتدعو إلى التعاون الفكري، والانفتاح الثقافي بين المجتمعات، بما يحقق درجة من التوافق، تمنع الشقاق، الذي يولد الخلافات، ويثير الفتن..

«الأربعاء» التقى الفيلسوف المصري؛ ليتحدث عن رؤيته للأوضاع العربية، على مختلف الأصعدة، ويضع روشتة الحل لمواجهة الأزمات والتحديات، التي يئن تحت وطأتها المجتمع العربي، في ظل تأكيده أن الإرهاب ربيب الجهل، والتطرف توأم التخلف، والنهوض بالتعليم، طوق النجاة من كليهما.. فإلى مضابط الحوار..

خطر الإرهاب

•بداية كيف يمكن تشخيص الحالة الراهنة على جميع الأصعدة؟

تعاني المجتمعات العربية، هذه الأيام، من أزمة كبرى، تتلخص في مجموعة من التحديات، التي تهدد كيانها، وتضرب وجودها في الصميم، وأرى أن أخطر ما تواجهه حاليًا هو الإرهاب، الذي أعتبره ربيب الجهل، والتطرف، وتوأم التخلف، بالإضافة إلى حالة الانعزال الثقافي رغم أنها لم تعد مناسبة في الألفية الجديدة، ذات السماوات المفتوحة، وأعتقد أن الحل يبدأ من النهوض بالتعليم، باعتباره طوق النجاة، والجرأة في إيجاد حالة من الانفتاح الثقافي، والتعاون الفكري مع الآخر؛ بما يمنح مجتمعاتنا قدرة إضافية على مواجهة صدام الحضارات، والقضاء عليه.

عزلة المثقف العربي

•وأين المثقفون العرب مما تعيشه الأمة من تحديات؟

أزمة المثقفين العرب في انعزالهم كما قلت، وفي تباين مواقفهم إزاء الواقع، فبعضهم يبتعدون عن الحياة العامة، وآخرون ينخرطون في الحراك الاجتماعي، ليس للالتحام بالناس، وإنما لتحقيق أهداف شخصية ضيقة، ليس مجالها الآن، في حين يمارس آخرون دورهم في النقد، والتنظير، لكن عن بُعد، دون إسهام بجهد يصنع التغيير المطلوب، وأرى أنهم بحاجة إلى تنوير المجتمع، وإقناعه بخطورة الافتراق المذهبي، وما يثيره من فتن.

•وهل يمكن تحقيق تقدم فعلي على مستوى الوعي الاجتماعي بخطورة المرحلة؟

لا شك أن المنطقة العربية عانت طوال العقود الماضية، من حالة راديكالية فكرية، خلفت جمودًا بالغًا، ومنعت الحديث عن أي تغييرات جوهرية، ما يجعل الأمر بحاجة إلى إعمال العقل في المشكلات المجتمعية، وسبل الخروج منها.

تداخل السياسي والثقافي

•هل ترى هيمنة من أي نوع على الثقافة العربية؟

لا أعتقد ذلك، وأرى أن ما يثير الحديث في هذا الشأن، وجود تداخل طبيعي بين السياسة والثقافة، فلا يمكن الحديث عن الثقافة بمعزل عن السياسة، ولا يمكن أن توجد سياسة دون سند ثقافي أيضًا، وبالتالي فالفصل بينهما غير ذي جدوى.

فشل الربيع العربي

•كيف تقيم ثورات الربيع العربي؟

السر الحقيقي وراء فشل هذه الثورات في تحقيق أهدافها التي اندلعت من أجلها، هو وقوف المثقفين العرب عاجزين عن أداء دور إيجابي، وهو ما يمثل امتدادًا لحالة العجز، ولا شك أن عدم وجود منظر يكون سباقًا بالتبشير بها، فجر الثورات العربية ذاتيا من داخلها.

مثقف جريء

•وما الذي نحتاجه لإحياء دور المثقفين في إنقاذ مجتمعاتهم؟

نحتاج إلى مثقف جريء، لديه رؤية مستقبلية تطرح حلولًا للواقع المأزوم، وآليات للتفكير في الخروج من الأزمات الراهنة، فمثقف لديه وعي بخطورة المرحلة، قادر على الخروج من الأزمات الراهنة، هو المطلب الضروري في واقعنا اليوم.

أسلوب عاجز

* فيما يخص ملف التعليم كيف يمكن تقييمه عربيا؟

المملكة العربية السعودية تقطع في هذا الاتجاه خطوات جيدة، لكن بشكل عام فإن الأسلوب التعليمي القائم الآن، وبخاصة في مصر، لم يعد صالحًا للبقاء، إذ يجب أن ننتقل إلى التعليم بالإبداع، الذي يفجر الطاقات لدى الموهوبين، الذين يصنعون الفارق في حياة المجتمعات.

راديكالية ودموية

•سياسيا.. هل تتابع الأزمات السياسية المتلاحقة وخاصة تدخلات إيران في الشأن العربي؟

من المعروف أن الإيرانيين أبناء للفكر الفارسي، التوسعي، الذي لا يهدأ دون أن يمد نفوذه إلى كل ما حوله، فالفرس توسعيون بالضرورة، ولا يفهمون سوى لغة القوة، ولذلك فإن ما فعلته المملكة بتدخلها في اليمن، أرى أنه كان الحل الأمثل لمواجهة الطمع الإيراني، في التهام المنطقة العربية، كما أن الثقافة الإيرانية، تمثل وجهًا آخر من وجوه الراديكالية، الدموية، وأعتبرها الجناح الآخر للإرهاب الذي يواجهه العالم حاليا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store