Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

الجامعة العربية التنموية

A A
منذ عام 1945م أي اثنين وسبعين عاماً والجامعة العربية تعقد جلساتها الاعتيادية والاستثنائية وتصدر قراراتها وتوصياتها (السياسية) الختامية لكل جلسة لكن تلك القرارات والتوصيات وللأسف الشديد لم تنفذ وإن نفذ بعضها فهو لم ينفذ على الوجه المطلوب وإن نفذ البعض على الوجه المطلوب فلم يستدم تنفيذه إما بالاختراق أو بالنقض أو بحدوث أمر طارئ ،وعلى ضوء تلك المحصلة المؤسفة خلال تلك المدة الطويلة جداً والمتغيرة في ظروفها وقياداتها وأحداثها أصبح لدى المواطن العربي الكثير من حالة الإحباط وفقدان الثقة بما تقوم به تلك الجامعة كما وأن لديه اليقين أن الحال لن يتغير، لذا أتمنى أن يستبعد من أهدافها الجانب السياسي وأن تقتصر أهدافها ولقاءاتها وبرامجها وآلياتها على الجوانب التنموية التي تخدم الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية والإدارية والصحية والقانونية ،وأن تكرس اهتمامها على رفع المستوى المعيشي للمواطن العربي وأن تحسن نوعية حياته الاجتماعية والفكرية والصحية وأن تتغير أيضاً آليات اجتماعاتها بحيث يدخل المواطن كشريك فاعل بجانب الوزراء ذوي العلاقة بكل مجال وبعد هذا يقيني أن الجامعة ستحقق الشئ الكثير من طموحات وآمال مواطني الشعوب العربية المتعطشة للتلاقي والتنامي والتعاون والتعاضد في مختلف المناحي الحياتية ولعل هذا الأمر هو الأجدر بالمناقشة وتحقيق النمو الحضاري والفكري والصحي والإداري والأهم من ذلك هو تحقيق الترابط الوجداني بين أبناء وأطياف ومذاهب الشعوب العربية وتحقيق القوة التي بموجبها تقف أمام أي أطماع وأحقاد خارجية بعد أن تصبح وحدة واحدة ،وكم أتمنى أن تتحقق بعد ذلك الوحدة الاقتصادية والعملة الموحدة والجيش العربي الموحد لكن أن نرى العالم من حولنا يتوحد ويتطور ويبدع ويبتكر والشعب العربي تنقضي السنون وهو في حالة اقتتال ومكر وكيد تبعاً لمزاجية واتجاهات بعض قادته الباحث معظمهم عن تجذير كراسيهم وتمجيد أنفسهم على حساب مستقبل شعوبهم وخير شاهد على ذلك هو ما نلمسه كل يوم من ذلك التناحر والتباغض بين أبناء الشعوب العربية.
ولعل التوجه الملح لتحقيق ذلك التوجه للجامعة العربية التنموية هو مطالب وظروف ومقومات هذا المرحلة الزمنية التي نعيشها والتي تستوجب ذلك وخاصة أن الوطن العربي غني بالمقومات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية كونها تمثل قوة ضاربة ومؤثرة ليكون الوطن العربي إحدى القوى العالمية الكبرى في العالم لما يتوفر فيه من المقومات الاقتصادية كالثروات الهائلة والقوة البشرية والمواقع الاستراتيجية والأراضي الزراعية في حال اجتماعها كقوة واحدة متكاملة أما أن يبقى الحال على ماهو عليه فحتماً سيكون من اليسير لأي طامع وحاقد أن يستثمر تشتيت هذا الوطن وبذر الاحقاد بين أبنائه لصالحه ،وكم زاد يقيني بحتمية التغيير الى المسار التنموي بدلاً من هدر المزيد من السنين المستقبلية في تلك الدوامة غير المجدية وأنا أشاهد الحال الذي كانت عليه الجلسة الافتتاحية للقاء عمان الذي عقد قبل أيام من تباعد في التوجهات وخمول بعض القادة وبعده عن حيوية وسخونة تلك الأحداث التي تعصف بالوطن العربي وشعوبه هنا وهناك . والله من وراء القصد.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store