Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

بين أرنب الترفيه وسلحفاة الإسكان !!

A A
* رغم إيماني الكامل بأهمية الترفيه في تلطيف أجوائنا (المشدودة) أصلاً، وإعادة شيء من التناغم النفسي والمجتمعي المفقود منذ عقود، والأهم خلق فرص عمل جديدة و(استرجاع) ولو جزءاً يسيراً من ريالاتنا التي (تتبعزق) في ليالي الصيف على كل أمم الأرض ما عدا بلادنا، إلا أنني كنت أتمنى لو انتقلت المحركات النفاثة لهيئة الترفيه النشطة جداً (قولوا ما شاء الله) إلى ظهر سلحفاة وزارة (الإسكان) التي مازالت تسير بنفس البطء الممل الذي أفقدها ثقة الناس، وجعلها بعيدة عن تحقيق أي من أهدافها المعلنة!.

* مشكلة الهيئة التي أشعلت زخماً كبيراً من (الجدالات) بفعالياتها وحفلاتها وتطلعاتها وخططها المستقبلية، أنها سبقت العديد من الوزارات الخدمية (العتيقة) في إنجاز وعودها القديمة، التي ينتظرها المواطن كالإسكان والتوظيف والتعليم، وهو أمر لم يتسبب فقط في إحراج تلك الوزارات التي أفقدها البطء في تنفيذ وعودها جزءاً كبيراً من مصداقيتها عند الناس، بل تسبب أيضاً في إحراج هيئة الترفيه نفسها التي وجدت نفسها كمن يغني في مأتم، أو كمن يضع العربة أمام الحصان، مما أزعج بعض فئات المجتمع التي لا ترى لعربة الترفيه أي أولوية، سواء وضعت أمام الحصان أو خلفه!.

* أعرف أن المعايير تختلف باختلاف نوعية وحجم الخدمة التي تقدمها الوزارة، فمنتج الإسكان ليس كمنتج الترفيه ولا التعليم، لكن صوت الرحى الممتلئ يختلف تماماً عن الفارغ مهما كان نوع الطحين، و(ليالي العيد تبان من عصاريها) كما يقول الحجازيون خصوصاً عند من أثقلت الإيجارات ظهورهم، وقلصت مفهوم السعادة لديهم الى الحد الذي صار لا يمثل أكثر من (شقة) 140م!.

* تكتسب الأشياء قيمتها من مدى الحاجة إليها، وكذلك تستمد الوزارات أهميتها من حاجة الناس لخدماتها، ولأن أخبار وزارة الإسكان هي الأهم في نظر كثير من المواطنين، تبدو الحاجة ملحة للتخلي عن السلحفائية في العمل والإسراع بتقديم تطمينات فعلية وملموسة على أرض الواقع (ترفّه) عن المواطن فعلياً، وترفع شيئاً من معاناته.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store