Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سامي سعيد حبيب

ماذا بعد الضربة الصاروخية الأمريكية ؟

A A
قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه ضربة جوية للقاعدة العسكرية السورية بمطار الشعيرات بأدلب قوامها 59 صاروخاً طوافاً من طراز توماهوك يوم الخميس قبل الماضي والتي اشتهرت في حروب الخليج العربي الثلاث ، على قاعدة الشعيرات السورية العسكرية كرد فعل أمريكي ( حسب تصريح الرئيس الأمريكي ترمب ) على النظام السوري المجرم ورئيسه المتعطش دوماً لدماء أهل السنة بالشام عموماً. الأمر الذي قد يتسبب في جر اللاعبين الأساسيين في الصراع الطائفي الإقليمي القائم حالياً بتحالف مع إيران وروسيا من ناحية ، وكبريات دول الغرب من ناحية أخرى وعلى رأسها بالطبع الولايات المتحدة الأمريكية وأصبح جلياً أن هذا الصراع ربما يقود الى ما لا تحمد عقباه من مخاطر حرب كبرى ربما كانت ذَرية في طبيعتها.

من بين أهم التبعات التي قد تتولد عن الضربة الجوية العنيفة في كثافتها المحدودة في رقعتها الجغرافية هي مخاطر التصعيد الإعلامي بين الطرفين لحرب قد تكون نووية وقد تشمل ساحتها بلاد العرب ، وهي التي لا تملك ( حسب ما هو معلن ) أي سلاح نووي ، لا سيما مع سقطات اللسان التي يحاول كل منهما استعادة الهيبة العسكرية السابقة للاتحاد السوفيتي الغابر وللولايات المتحدة الأمريكية حيث تتابعت هزائم الجيش الأمريكي منذ حرب فيتنام بالنسبة لأمريكا وللاتحاد السوفيتي في أفغانستان في نهاية ثمانينيات القرن الماضي ، ويبدو أن كليهما أصبح مستعداً نفسياً لجر بلاده والعالم معها للهاوية من أجل إثبات قيادة العالم ولو كان ثمن ذلك هلاك الأرض ومن عليها.

ومما يزيد الطين بلة كما في المثل الشعبي ، التقلب السريع في السياسة الخارجية المعلنة للولايات المتحدة فمنذ أسابيع كان الموقف الأمريكي من نظام الأسد هو «السماح» للرئيس الأسد البقاء على سدة الحكم «ببلده» سوريا رغم كل ممارساته الإجرامية ، وهو بذلك كمن أوعز له بالتصعيد الحربي ضد مواطنيه ، فمضى الأسد في ارتكاب الفظائع ضد المدنيين ليتفاجأ بموقف أمريكي مغاير كلياً ، ووصفه بنعوت نادراً ما تستخدم في الخطاب السياسي عالمياً كمثل ( حيوان ) ، وتدخل عسكري.

وبذا تدخل المنطقة في منعطفات تاريخية بالغة الخطورة تستلزم الإعداد المحكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store