Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

الدكتور غازي مدني: فيه خصلة لا تُنسى!

ملح وسكر

A A
رحل من دنيانا الفانية الجمعة قبل الماضية أستاذ الجامعة القدير وفقيد المجتمع الكبير معالي الدكتور غازي بن عبيد مدني. كان بالنسبة لي أخاً أكبر ومديراً للجامعة يوم كنت عضو هيئة تدريس فيها ثم لإحدى كلياتها عميداً. وبعد أن ترك إدارة الجامعة، سعدت بمزاملته في أسرة مؤسسة المدينة للصحافة والطباعة والنشر ثم عضواً في مجلس إدارتها يوم كان رحمه الله رئيساً.

لن أتحدث عن أخلاقه الرفيعة وصفاته النبيلة، فلقد أحسن محبوه (وما أكثرهم) في الحديث عنها، وهم ما شهدوا إلاّ بما علموا، نحسبه كذلك ولا نزكيه على ربه، بل ندعو له بالرحمة والمغفرة والرضوان، وأن يجمعنا به في الجنان.

وبالإضافة إلى كونه رحمه الله صاحب قرار لا يتردد إذا رأى فيه حقاً وخيراً، فإنه كان كذلك رحيماً عطوفاً رقيق القلب لا يحب أن يتخذ قراراً يُضّار به أحد، حتى وإن رأى فيه وجهاً من الحق أو الصواب. وأذكر في هذا المقام موقفين اثنين، والمواقف لا شك كثيرة بالنسبة له ولأمثاله ممن مارسوا العمل القيادي والإداري في أرفع مستوياته.

الموقف الأول من داخل اجتماع لمجلس الجامعة، وكان رئيسه ذلك اليوم، حين رُفعت للمجلس مذكرة تطالب بتطبيق عقوبة تأديبية على أحد الزملاء في الجامعة (تُوفي رحمه الله منذ 10 سنوات على الأقل) بسبب شكاوى بعض الطلبة. وبعد عرض المذكرة تصدى أحد الزملاء مفنداً وموضحاً مناقب الزميل المتهم ومدى انضباطه في أدائه، وصدق إخلاصه في عمله، وعشقه لمهنته. استمع أبو عبيد بسرور لما قيل، وكأن فرجاً نزل عليه من السماء، أو أن الله علم صدقه ورقة قلبه، فطوى الملف، وأغلق القضية، وكأنها لم تكن.

الموقف الآخر من داخل مجلس إدارة مؤسسة المدينة، يوم أن عُرضت دراسة موسعة لإعادة هيكلة المؤسسة سعياً نحو تقليص النفقات وتطويرالأداء، وكان من توصياتها الاستغناء عن بعض موظفي المؤسسة، فرفض رحمه الله رفضاً جازماً، وكان يومها حازماً، إذ يأبى أن يُضّار أحد، وهو على رأس الهرم.

رحم الله أبا عبيد رحمة واسعة وجعله في عليين مع النبيين والصديقين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store