Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن سعد العرابي

أمريكا .. وإيقاف النفوذ الإيراني

A A
في إشارة إلى ما يمكن أن نسميه سياسة أمريكية جديدة

للتعاطي مع إيران ،هدد مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) مايك بومبيو إيران من «أن الإدارة الأمريكية الجديدة مستعدة للقيام بإجراءات تختلف عن سياسات واشنطن تجاه طهران في السنوات الماضية ،وأن النفوذ الإيراني عن طريق دعم ميليشيات حزب الله وأخرى في العراق والانقلابيين في اليمن وقائمة نشاطات إيران العدائية في ازدياد بشكل ملحوظ بعد الاتفاق النووي الذي وقع في عهدأوباما».

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه قد أكد فيمناسبات عدة سابقة «بأن الخيار العسكري غير مستبعد ضد إيران » لإيقاف نشاطاتها العدوانية وتهديدها للمنطقة ورعايتها للإرهاب. بل قال فيتغريدة له: «إيران مازالت تتوسع أكثر فأكثر في العراق حتى بددت الولايات المتحدة (3) تريليونات دولار هناك منذ فترة طويلة».

وكماهي عادة الإيرانيين فقد استخف عدد من سياسييهم وملاليهم بهذه التهديدات من قبل، فهذا علي أكبر ولايتي مستشار المرشد علي خامئني يقول: «إن تصريحات ترامب غير مفيدة ومجرد تهديدات من شخص دون تجربة سياسية» وأما بهرام قاسمي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية فقد وصفها: «بأنها لا أساس لها ومكررة واستفزازية».

من الملاحظ أن الرؤية الأمريكية للنظام الإيراني تغيَّرت كليةعما كانت عليه أيام إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي لم يكن فقط لسياسته مظهر التخاذل بل والميل إلى المعسكر الإيراني ،وهو ما أدى إلى توقيع الاتفاق النووي مع إيران رغم معارضة العديد من المؤسسات الأمريكية المؤثرة مثل الكونجرس ووزارة الدفاع ،وساعد في ازدياد النفوذ الإيراني في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن. فتهديدات ترامب بدأت منذ توليه منصبه في البيت الأبيض ثم أخذت حدَّتُها تتزايد ،ومع جريمة خان شيخون وضربها بالسلاح الكيمياوي من قبل نظام بشار وبمعرفة وتأييد إيراني كامل فإن حدة لغة التهديدات الأمريكية أخذت مساراً أكثر جدية ،فالدوائر الأمريكية -كما في تصريح مايك بومبيو أمام مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية قبل أيام- مقتنعة بأن السلاح الكيماوي لدى نظام بشار بمساهمة ومساعدة الإيرانيين ،وهو ما يجعلهم مشاركين في الجرم.

كما أن تصريح الرئيس ترامب الأخير بأنه «حان الوقتلإنهاء الحرب الأهلية في سوريا» مؤشر آخر على الرغبة والجدية الأمريكية في إنهاء النفوذ الإيراني في سوريا وفي غيرها ،لأنه لا يمكن إيقاف الحرب في سوريا بدون قطع يد إيران الممتدة بالسلاح والمال والمليشيات وقوات الحرس الثوري لدعم وتقوية نظام بشار.

الزيارة التي سيقوم بها جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكييوم غد الثلاثاء لدول المنطقة، المملكة ومصر وقطر وجيبوتي ،والتي وصفها بيان وزارة الدفاع الأمريكية بأنها: «لإعادة التأكيد على التحالفات العسكرية الأمريكية الرئيسية وبحث التعاون في مواجهة الأنشطة الساعية لزعزعة الاستقرار وإلحاق الهزيمة بالمنظمات الإرهابية» ،إنما تأتي في ظننا ضمن السياسة الأمريكية الجديدة الساعية ضمن أهداف عدة إلى إنهاء النفوذ الإيراني في المنطقة والقضاء على أي تهديدات إيرانية نووية أو غيرها، هذا إن لم يكن تغيير نظام الملالي كلية وإعادة الاستقرار إلى المنطقة وبالتالي حماية المصالح الأمريكية والغربية بعامة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store