Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

هل المواجهة مع إيران قادمة؟

A A
لا أحد يتمنى الحرب ولكن إذا فرضت المعطيات لنشوب نزاع مسلح بين طرفين فلابد من الاستعداد وأخذ الحيطة والصمود ،وكما قال ونستن تشرشل «إذا أردتَ

السلام فاستعد للحرب». ومن هذا المنطلق فإن الظروف المحيطة بدول مجلس التعاون الخليجي حبلى بالمفاجآت ولا بد من الاستعداد لمواجهة التحديات لأن الخصوم يعدون العدة ولن يتوقفوا بقرارات أممية أو تمنيات حسن نوايا

ما لم يروا أن حساباتهم لا ترجح نجاحهم ورغم ذلك فالاحتمال أنهم سيقدمون بطريقة أو أخرى على مفاجآت يعدون لها العدة منذ زمن ويترقبون الفرصة لتنفيذها.

كل هذا .. لماذا؟ وما هي الحيثيات التي تدفع بذلك لا سمح الله للمواجهة؟

عقدة الطائفية في إيران إنهم يريدون السيطرة ويتعللون بمواقف حصلت بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام والفرس لم يكونوا موجودين على الخارطة الإسلامية في ذلك الوقت على الاطلاق ومصطلح سني/شيعي لم يكن موجوداً أيضاً،والذي كان موجوداً المهاجرون الذين قدموا من مكة مع الرسول ،والأنصار من أهل المدينة الذين استقبلوه وناصروه.

عندما هزم المسلمون الفرس واعتنقوا الإسلام ،بقيت لديهم عقدة «النطف» الفارسية - كما يسميها كاتب وباحث ينتمي

للمذهب الاثنى عشري « حسن العلوي»- مسيطرة على الفرس واتخذوا من الخلافات بين علي ومعاوية ذريعة وبنوا عليها حججاً يتذرعون بها.

وهناك من أهل العلم من يقول لو كان علي رضي الله عنه حياً لما قبل بما يفعلون من طقوس في مواسم اتخذوا منها ذرائع وتجارة وترويج أفكار خارجة عن جادة الإسلام القيم وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام.

وكم من قائل إن من حقهم أن يمارسوا ما يريدون طالما أنه خاص بهم ولا يؤذي غيرهم ،ولكن الواقع أن ما تقوم به إيران من محاولات تخريب في المنطقة يتعدى حدود ما يتطلبه التعامل بين دول ذات سيادة.

المحاولات الإرهابية التي أحبط البعض منها قبل أن تنفذ أعمالها في البحرين والسعودية والكويت فيها ما يكفى من

الدلائل القاطعة التي تثبت تورط إيران في محاولات إشعال الفتن في المنطقة. والواضح أن إيران تمارس خطة التطويق على الجزيرة العربية ولذلك ركزت على ما يسمى بقوس الأزمات ( إيران، العراق، سوريا، لبنان وأخيرًا اليمن) ولكن عاصفة الحزم أحبطت خطتها في اليمن. وبرغم تحركاتها الاستفزازية في مياه الخليج العربي فهي تدرك حيوية وأهمية دول مجلس التعاون اقتصاديًا وسياسيًا واستراتيجيًا ولذلك فإن العالم لن يسمح لها بالعبث في المنطقة لأن ذلك سيترتب عليه شلل في شرايين الاقتصاد العالمي.

كما أن إيران تراهن على هشاشة بعض الأنظمة العربية وعلى عملائها في المنطقة لتمرير مخططاتها بدون مواجهة مباشرة في صراع مسلح مفتوح. وسيظل احتمال

المواجهة مع ايران قائماً طالما لا يوجد سلاح ردع فعال يضمن توازن الرعب مثل الحاصل بين الهند والباكستان.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store