على غرار المشروع الرائد الذي أطلقه مستشار خادم الحرمين الشريفين أميرمنطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل تحت مسمى (كيف نكون قدوة؟) والذي كنت أتمنى أن يلحق به كلمة حسنة ،كون القدوة قد تكون سيئة أيضاً ،والذي لاقى قبولاً كبيراً وانتشاراً واسعاً بين كافة مواطني المنطقة بصفة عامة والمؤسسات الحكومية العاملة بها بصفة خاصة وهذا المشروع أكد مدى أهمية وقيمة القدوة الحسنة في بناء المواطن الصالح الملتزم بقيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف وبأنظمة ولوائح المؤسسات الحكومية .وبما أن هذا المشروع يرتكز على الجوانب التطبيقية في ميدان المعاملات الحياتية فإني أقترح أن يتبعه مشروع مماثل تحت مسمى ( كيف نكون إخوة ؟ ) بهدف محاربة حالات التعصب والتصنيف والإقصاء قبلياً وفئوياً ومذهبياً التي نراها تنمو وتتسع بصورة لافتة بل أصبحت أحد الجوانب المثيرة للفتنة والكراهية والتفكك بين أبناء مجتمعنا ونهى عنها نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله ( دعوها فإنها منتنة ) ،وقبل ذلك نهى عنها ديننا الحنيف وحث على وجوب التآخي والتراحم كما في قوله تعالى « إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون» َ،وقوله صلى الله عليه وسلم ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة) وقوله صلى الله عليه وسلم ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم و أموالهم).
وبتمعن مضامين تلك الآيات الكريمات وتلك الأحاديث الشريفة نجد أنها حثت على أهمية تعزيز قيم الأخوة التي يستوجب على المسلم أن يلتزم بها في كافة المعاملات الحياتية ومن ذلك :
* الحرص على عملية الإصلاح بين المتخاصمين من أبناء الأمة طلباً للأمن والاستقرار.
* تحريم أكل أموال الغير بالباطل ويأتي في مقدمتها الأموال العامة بما فيها الأرض وما حملت التي يشترك فيها كافة المواطنين وعدم سلبها بالطرق الملتوية والاستيلاء عليها وإن اختلفت الطرق ،والحرص على تطبيق مبدأي العدل والمساواة اللذين يعدان الركنين الثابتين المتينين في ديننا الحنيف .
* الحرص على تطبيق مبادئ التكافل والتراحم والتعاضد لتمكين القوة والترابط بين أفراد المجتمع.
* الحرص على عدم ممارسة الإيذاء والتسلط لأفراد المجتمع من خلال استثمار المال أو الجاه أو السلطة .
* سد كل المنابع التي تغذيها بعض البرامج والكتابات الاعلامية وبعض الممارسات التربوية وبعض المنابر الدعوية .
ولعل فكرة هذا المشروع اذا تم تبنيها من قبل من يهمهم الأمر بعد وضع كافة البرامج والآليات اللازمة للتنفيذ كي تصبح سلوك حياة في مجتمعنا ،يتم بها تحقيق تلك المطالب التى وردت في كتاب الله الكريم وسنة نبيه المطهرة . والله من وراء القصد.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
