Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

أوامر ملكية وعيد مبكر!

ملح وسكر

A A
ليلة ما قبل البارحة كانت استثنائية بامتياز، فمنذ الإعلان عن ترقب صدور أوامر ملكية، ومعظم المواطنين ينتظرون عسى أن يكون أسبوعهم مختلفاً، وترقبهم مشكوراً. شخصياً (وأحسب أن معي كُثراً آخرين) توقعت أن تتضمن الأوامر تعيينات وإعفاءات في المناصب العليا للدولة، كما إعادة تشكيلات أو استحداثات لمناصب أو مؤسسات حكومية جديدة. وكان الحذر من إجراءات تقشف جديدة ماثلاً أمام القلوب والمسامع، لكن المفاجأة كانت أكبر من ذلك، فقد كانت لشريحة واسعة من أبناء الوطن عيداً في رجب.

إنه عيد مبكر بلا شك، وسرور غامر دون ريب. لقد أعاد الملك حفظه الله رسم الابتسامة على وجوه الملايين من أبناء الوطن، الذين إما أن يكونوا موظفين أو من أسرهم وذويهم الذين هم من المستفيدين شرعاً وقرباً أو مبتهجين حباً وتفاعلاً.

ومن الناحية الاقتصادية، أحسب أن الدورة الاقتصادية سيعتريها انتعاش في الأوصال، وتجدد في الدماء، ونشاط في القلب. وذلك مهم جداً لأن ثمن الركود باهظ، ويفوق في مجمله حسنات التوفير والتقشف، بل ويعطي انطباعاً عاماً بالضعف والهزال، مما يعني تراجعاً على معظم الأصعدة الاقتصادية، وبدوره يؤذن برحيل عشرات الألوف من موظفي القطاع الخاص، خاصة السعوديين منهم، إما استغناء فعلياً عن خدماتهم، أو بسبب الحسم المؤلم من مرتباتهم مما يضطرهم إلى الرحيل طواعية.

شعوري أن هذا الأمر الملكي تحديداً قد طُبخ على نار هادئة مبنية على دراسة وافية لآثار التقشف السابقة، وانعكاساتها البالغة على حال المواطن واقتصاد الوطن.، فليس التقشف دوماً هو الحل الأمثل في جميع الظروف والملابسات.

وأما الأمر بصرف مرتبين إضافيين للمرابطين من جنودنا الأشاوس (في كل القطاعات العسكرية الأربعة) على الحد الجنوبي، فكان دليلاً ساطعاً على اهتمام الملك بشريحة غالية من أبناء الوطن، يضحون بدمائهم وأرواحهم في سبيل الله أولاً، إذ يحمون بلاد الحرمين الشريفين وقلب العقيدة الصافية الزكية من لوثات المد الشيعي الحوثي الذي تحركه أصابع الخبث الصفوي المجوسي الفارسي من بعد ومن قرب.

شكراً سلمان الملك، وسلمان القائد، وسلمان الوالد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store