بالأمس أعاد ملك الحزم والعزم ، الملك سلمان ، بدلات موظفي الدولة المدنيين والعسكريين. تلك البدلات تعينهم وأسرهم على أعباء الحياة والمعيشة الصعبة ،وفي الوقت ذاته تعزز الوطنية والولاء والإخلاص لولاة الأمر وللوطن . إلغاء البدلات كان حديث شرائح كبيرة في المجتمع ووصل إلى وسائل التواصل الاجتماعي ،ووجدها المتربصون بالوطن ،وممن يصطادون بالماء العكر فرصة سانحة لنفث سمومهم بل ومحاولة شق الوحدة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية على الرغم من متانة الاقتصاد السعودي ،واستقرار المملكة سياسياً وأمنياً واقتصادياً ، بل من ثقلها الاقتصادي المتين أن دخلت مجموعة العشرين الاقتصادية ، أي مجموعة الكبار العشرين في العالم .
تلك البدلات ليس فحسب تعين المواطن على أعباء المعيشة والحياة بل تتخطى ذلك بكثير في كونها تحافظ على بقاء طبقة من أهم الطبقات ألا وهي الطبقة الوسطى سليمة معافاة ، والتي تحافظ على توازن المجتمع .
قلت في مقال سابق إن سلمان هو الزعيم القادم بقوة .فمنذ استلامه مقاليد الحكم أحدث غربلة شاملة في الحكومة ،وقام بتغيير الحكومة ثلاث مرات ،وهذا مغاير تماماً لما كان يحدث في الحقب الماضية عندما كان الوزير يبقى لعقود في منصبه . في فترات سابقة كان لدينا مسؤولون البعض منهم يقوم بمحاربة الإعلام والإعلاميين وشطب سلطة من أقوى السلطات ألا وهي السلطة الرابعة والتي تهدف إلى تقويم المعوج ،ومساعدة المسؤول في التعرف على بواطن الضعف في وزارته ومعالجتها ،وبواطن القوة والاستمرار فيها . النقد البناء مطلوب لنقد أداء المسؤول وليس نقد شخصه وتجريحه والتطاول عليه فهذا فيه انتهاك لحقوقه لأنه بشر يخطئ ويصيب. الملفت أنه لأول مرة يحاكم وزير بسبب استغلاله لمنصبه . لم يكتف ملك الحزم بإعادة البدلات ،ومحاكمة من استغل السلطة وعين ابنه براتب لا يتناسب مع مؤهلاته ، بل وأمر بصرف راتبين للعسكريين المرابطين والمدافعين عن الحد الجنوبي من الجيش والحرس الوطني وحرس الحدود. إنسانية سلمان بن عبدالعزيز تواصلت ليرأف بأبنائه الطلبة والطالبات وتقديم الامتحانات قبل شهر رمضان إيماناً منه أن الأجواء الحارة جداً مع الصوم لا يمكن أن تعطي الطالب التركيز على المذاكرة ،ولا على الأداء الجيد في الاختبارات ، ولا تخدم العملية التعليمية المعتمدة على التحصيل ، بل إن المعاناة سوف تطول ليس فحسب الطلاب بل تتعدى تلك المعاناة لولاة أمورهم الذين يجمعون بين العمل ومتابعة أبنائهم الطلبة وحرصهم على التحصيل العلمي الجيد بدون أية ظروف بالإمكان التحكم بها. إنه بالفعل سلمان أبو الشعب.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
