متحف سلامة

تعودنا نحن أعضاء مجموعة (المدينة في قلوبنا) أن نقوم بزيارات متنوعة إلى جميع المواقع التاريخية والمعالم الأثرية والمتاحف وغيرها، إضافة إلى دور المجموعة في الجانب الاجتماعي والإنساني لخدمة المجتمع بمنطقة المدينة المنورة، ولذلك ضمت المجموعة نخبة في أعضائها من مختلف القطاعات الحكومية والقطاع الخاص والإعلامي من السيدات والرجال المتخصصين، وأثبتت هذه المجموعة من وضع أركان دورها في الاستفادة من أدوات التقنية في خلق أجواء من العمل التكاملي بالتخصصات المتنوعة التي تضيف لجميع المشاركين الفائدة بعقد الزيارات والزوايا اليومية والأسبوعية، فكل الشكر للمؤسسين والقائمين على هذه المجموعة على هذا الحراك الاجتماعي البناء وأتمنى الاقتداء بهذا النهج في معظم المجموعات التي تتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي منابر لها وتقديم الجديد والمفيد.

وعندما قررت المجموعة زيارة لمتحف (قمة المدينة) كنت من ضمن أعضاء الزيارة لرغبتي في زيارة هذا المتحف منذ زمن وجاءت الفرصة للاطلاع عن قرب على هذا المتحف الذي أسسه الشيخ سلامة رشدان الجهني بمجهود شخصي في عام 1425هـ والذي يمثل حياة البادية وعبق تاريخها في ظل أن المتاحف الأهلية والخاصة في مجتمعاتنا قليلة وقد تكون نادرة، وكان الشيخ سلامة مع عدد من أبنائه في استقبالنا بكل حفاوة وترحيب، ورافق المجموعة في الشرح والتعريف على مقتنيات المتحف الذي استغرق ما يقارب الأربعين سنة في جمعه لإبرازه بهذا الشكل، وحقيقة في البداية لم أكن أتوقع كبر حجم المتحف من الداخل وأيضًا أذهلني ما رأيت من محفوظات وأدوات أثرية تحمل آثار السنين بعمر لبعضها تجاوز المائة وسبعين عامًا تقريبًا، مثل الفوانيس وآلات عمل الأختام والمسن والقدور والمكاييل والأباريق والرحى والراديو والبكام والتلفونات الهندل والسيوف بعدة أنواعها والخناجر والبنادق والملبوسات إضافة إلى عدد من الوثائق والخرائط القديمة والمتنوعة، وعدد من العملات الورقية والمعدنية القديمة، وأيضًا عدد كبير من السيارات القديمة مثل سيارة الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله- من نوع كاديلاك وسيارة ملكة بريطانيا من نوع الروزرايز وغيرها من الأنواع الأخرى، وهذا المتحف يحتاج إلى يوم كامل في الزيارة للمهتمين والباحثين ومحبي التاريخ القديم والتعرف عليه عن قرب.

بقي أن نشير إلى أن هذا الصرح التاريخي وغيره من المتاحف الأهلية يجب أن تلقى الاهتمام والدعم الكافي من قبل هيئة السياحة والآثار والجانب الإعلامي والمجتمع المديني ليكونوا مزارًا مهمًا لزوار المدينة المنورة، كما أقترح أن يتم افتتاح فرع لهذا المتحف تحديدًا في مدينة العلا حيث يتمكن زوارها من الأجانب من الوصول إليه بكل يسر وخصوصًا لأن مدينة العلا أصبحت وجهة تاريخية أثرية ودولية وهي تلقى الاهتمام الكبير من قبل المواطنين والجاليات العربية والأجنبية المقيمة بالمملكة وأيضًا من خارجها، فلكم أن تزوروه ولكم أن تقرروا ذلك.