Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

بأمر سلمان: إعادة جميع البدلات

A A
قالها قائد الأمة في أمر ملكي تأريخي: بالنظر إلى ما عرضه ولي ولي العهد بشأن إعادة النظر في إلغاء البدلات، نظرًا لتحسن الظروف الاقتصادية ومن منطلق الحرص على رفاهية المواطنين، تعود جميع البدلات ومكافآت موظفي الدولة مدنيين وعسكريين إلى ما كانت عليه.

قالها الراعي وأمر بها، فسُرّ الرعية وانفرجت أساريرهم لأمور كثيرة: أولها يقينهم الذي لا يتزعزع بحرص قيادتهم الثابت على رفاههم ورغد عيشهم، منذ بداية التأسيس وحتى يوم الناس هذا، وثانيها حُسن توقيت هذا الأمر الكريم وتزامنه مع قرب حلول شهر رمضان المبارك الذي طالما حمل بشائر الخير والبركة لهذه الأمة في دينها ودنياها، وثالثها زيادة الثقة في قوة الاقتصاد السعودي المتين الذي يمتلك القدرة بتوفيق الله تعالى على تجاوز كل المحن والصعاب ويتعافى من أي عارض: يأتي عرضًا ويختفي عرضًا، إذ لم يمضِ على (إيقاف) البدلات والمكافآت إلا مدة قصيرة تزيد أو تنقص قليلًا عن سبعة أشهر، حتى أمر القائد بإعادتها كاملة إلى ما كانت عليه شاملة كل قطاعات الدولة: مدنية أو عسكرية، ومعلوم لدى جميع رجال الاقتصاد والمال أن اقتصاد الدول إن أصيب (بوعكة) فإنه يحتاج إلى سنوات حتى يتعافى، وذلك في الاقتصاديات الاعتيادية التي هرم الكثير منها، أما اقتصادنا السعودي الشاب دائمًا إن أصابته (نزلة برد) عارضة: وهي أقصى ما يمكن أن يصيبه بفضل الله ومنته على هذه البلاد المسلمة: استجابة لدعاء أبي الأنبياء لها، فإنه يتعافى في فترة قصيرة وقياسية، وكانت التجربة الأخيرة أفضل برهان على ذلك ولا يحتمل ذلك البرهان أي تشكيك ويُلجم ادعاءات كل المزايدين والمشككين. نعم تجاوز اقتصادنا هذه الأزمة العارضة رغم كل الظروف والمتغيرات الصعبة جدًا التي يندر أن تجتمع في وقت واحد كانخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية، واشتعال الحروب والنزاعات في كل أرجاء العالم العربي دون استثناء، والمد الطائفي المجوسي الفارسي الحاقد الذي لم تلجمه إلا صلابة وقوة المواقف السعودية المشرفة بقيادة الملك سلمان، وكل تلك الظروف والمتغيرات لم تؤثر على اقتصادنا القوي المتين إلا لمامًا، وخلال أشهر قليلة تجاوزنا كل الصعاب بعزيمة وثبات بحكمة القيادة والتفاف الشعب حولها وفدائه للوطن بالأرواح والأموال والأولاد، وهذا الالتفاف والانتماء والإخلاص والفداء كان محل تقدير القيادة الحانية على أبنائها، فأمر المليك المفدى بإعادة جميع البدلات والمكافآت لموظفي الدولة مدنيين وعسكريين، وصرف مكافآت راتب شهرين للمرابطين الفعليين في الصفوف الأمامية، تقديرًا لتفانيهم وبذلهم وعطائهم الذين لا ينقطع دفاعًا عن دينهم ووطنهم والتصدي لشراذم البغي والفجور والعدوان.

ويبقى الأمل معقودًا بعد صدور هذه الأوامر الملكية في أن تُعجِّل الجهات التنفيذية في تنفيذه كما أمرت القيادة، أي دون وضع شروط أو قيود أو عوائق، فالأمر الكريم صريح ولا يحتمل أي تأويل، والنص يبطل الاجتهاد كما يقول الأصوليون: إعادة جميع البدلات والمكافآت إلى ما كانت عليه. والعودة إلى المسيّرات القديمة تكون بضغطة (زر) كما يقولون، كما يبقى الأمل معقودًا في أن تبادر وزارة التجارة بتشديد الرقابة على التجار والأسواق كي لا تعيد رفع الأسعار التي انخفضت إلى حد ما في الفترة الأخيرة بسبب بعض الركود، كي لا يمتص بعض الجشعين هذه البدلات التي عادت للمواطنين، خصوصًا وأننا على أبواب شهر كريم، بلَّغنا الله وإياكم رمضان.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store