Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

نبض المواطن ومجس القيادة

A A
تابع

المواطن والمقيم وربما تابع العالم أيضاً الأوامر الملكية مساء السبت 22 إبريل2017 م،بترقبوشغف لا يخلو من التكهنات والتطلعات، وربما تصلب الجميع أمام شاشات التلفزيون لمعرفة فحوى الأوامر الملكية في ذلك المساء الاستثنائي، فجاءت الأوامر المتتالية تؤكد التناغم بين القيادة والمواطن على مستوى الوطن . فيمقدمة الأوامر الملكية ، الأمر الملكي بعودة جميع البدلات والمكافآت والمزايا المالية لموظفي الدولة مدنيين وعسكريين، بعد فترة زمنية تم خلالها تصحيح الأوضاع الاقتصادية، نتيجة الإجراءات التي اتخذتها الدولة خلال الفترة الماضية تمكنت من إعادة الأمور إلى نصابها، هذه العودة المالية إلى جيوب موظفي الدولة من المدنيين والعسكريين، تؤكد قوة ومتانة الاقتصاد السعودي، وتساهم في زيادة حجم السيولة وتعزيز الثقة في القطاع الخاص . وعلىالمستوى الإنساني فان إحساس القيادة بمعاناة المواطنين الذين اقتطعت منهم البدلات والامتيازات المالية التي تمثل – لكثيرمنهم – مورداًأساسياً تنتظره الكثير من المصارف تأخذه في رحلة اللاعودة، هذا النبض الخافت لفترة انخفاض دخل فئة من المواطنين لم يغب عن مجس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لذلك كان هو الأمر الملكي الأول في حزمة الأوامر الملكية الكريمة .

استشعر - يحفظهالله - وجسَّنبض المجتمع فيما يخص الدراسة في رمضان، هذا « البعبع« الذيأقلق معظم المواطنين بحجج مختلفة، مع أننا كنا ندرس في شهر رمضان، وكان أبنائي يدرسون في شهر رمضان دون تذمر أو شكوى، لكن ربما اختلف الزمن واعتاد المجتمع على استثمار الإجازة في رمضان للتفرغ للعبادة أو لمآرب أخرى، وأصبحت ( الاختباراتفي رمضان ) الهمأو الهاجس المقلق اجتماعياً ونفسياً، الذعر من اختبارات رمضان تحول إلى نبض شعبي ظل يتسارع خفقه باقتراب الشهر الكريم، ولم يغب عن مجس القيادة، فجاء الأمر الملكي الكريم بعلاج هذا الخفق المتسارع بانتهاء الاختبارات قبل شهر رمضان المبارك مع حزمة من القرارات أصدرها وزير التعليم الدكتور العيسى فوراً تنفيذاً للتوجيه السامي، بالتأكيد على المعلمين والمعلمات استيفاء كافة مفردات المقررات الدراسية، وإضافة حصة دراسية يومياً مدتها ( 45 ) دقيقة،وتأجيل كافة البرامج التدريبية واللقاءات وورش العمل، وتأجيل الأنشطة اللاصفية، ومنع الغياب والمعاقبة بالحسم من الدرجات، كي تستكمل المناهج الدراسية في الفترة الوجيزة المتبقية على الاختبارات .

جنودنا البواسل على الجبهة الذي يدافعون عن أمن وسلامة وطن والذين يقومون بإعادة الأمل في اليمن، يقدمون للوطن أرواحهم، المادة لا تعادل الروح، والأموال مهما كان حجمها لا تعادل خدشاً يصيب أي جندي من جنودنا، لكن مجس القيادة يجس تضحياتهم بحب أبوي غامر، ويأتي الأمر الملكي الكريم بتقديم راتبين لإدخال البهجة على قلوبهم وهم على خطوط النار ،وليتذكر المواطن وسط فرحته بأن هناك جنوداً بواسل على الحدود يبذلون أرواحهم فداء للوطن، مهما كانت مشكلاته إلا أن تضحياتهم بالروح أهم وأغلى وأعلى من كل المشكلات والهموم .

وكماتؤكد الأوامر الملكية هذا المجس الدقيق لنبضات المواطن وهمومه وتطلعاته، تؤكد أيضاً أن المناصب العليا لم تعد « كرسيدوار « فقط،أو منصباً للبرستيج والتربح والتعالي، بل مسؤولية جسيمة، على المسؤول أن يتحسس موضع قدميه وهو يسير متجهاً إلى « الكرسي« قبلأن يلقي بجسده ويسترخي، لابد أن يحسب كل كلمة وكل حركة يمكن أن تمس نبض المواطن فيضطرب، لأن مجس القيادة سرعان ما يرصد ويقترب، الإنجاز ومصلحة المواطن قبل كل شيء، الثقة الملكية تفرض دقة الأداء وحسن التصرف في كل مجال ومكان وموقف، من لايجيد التناغم مع هذه الثقة يفقد نبضها إلى الأبد .

اشتملتالأوامر الملكية أيضاً على تعيين عدد من القيادات الجديدة في أمارات المناطق والمحافظات ووزارة الثقافة والإعلام والاتصالات والأرصاد والمؤسسة العامة للتحلية والهيئة العامة للاستثمار، وإعفاءات، استجابة لمتطلبات المرحلة التي يمر بها الوطن والمتغيرات الإقليمية والعالمية التي تستدعي دفق دماء جديدة لرفع كفاءة الأداء في الأجهزة الحكومية، ولتحسين حياة المواطن والمقيم .

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store