Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

بين التعلم والتعليم!

ملح وسكر

A A
الأسبوع الذي أعقب إجازة منتصف الفصل الدراسي الحالي عانى من عاملين اثنين تسببا في غياب عموم الطلبة. أولهما أن أبناءنا وبناتنا الأعزاء في حاجة إلى إجازة من الإجازة، وهو منطق سائد للأسف يتوازى مع منطق التغيب في أسبوع ما قبل الإجازة استعداداً للإجازة.

أما السبب الثاني، فكانت عاصفة الغبار الشديدة التي أتعبت الصدور وأضعفت الرؤية وضاقت منها النفوس. المهم أني حضرت في الوقت المحدد يوم الثلاثاء قبل الماضي (لم يكن يوم إجازة، لكنه كان شديد الاغبرار). ولم يحضر إلاّ طالب واحد، فما أحببت تغطية مادة جديدة، كوني سأضطر إلى إعادتها في المحاضرة التالية.

سألت الطالب محمد عن آماله المستقبلية، فأجابني عن طموحه التجاري، فهو يريد أن يكون (رجل أعمال)، ولو على قد الحال!! سألته لنفترض أنك في صدد بناء فيلا صغيرة على مهل بسبب قلة ذات اليد، وحان وقت تبليط الغرف، وبين يديك غرفة أطوالها 6x7 أمتار، وترغب في تبليطها برخام مربع الوحدات قياس كل وحدة (بلاطة) 50 x50سم فكيف تحدد عدد البلاطات اللازمة للغرفة؟

هذا طالب جامعي سيخوض غمار الحياة قريباً، ومع ذلك فقد (أفهشه) السؤال وشعر أنه في حيرة كبيرة ومطب عريض!! مشكلة شبابنا أنهم تعودوا أحد اثنين: إما أن يعرف الجواب حالاً ! أو هو لن يعرفه أبداً ما لم يُزف إليه الحل جاهزاً!

مشكلة أبنائنا الأخرى عجزهم عن التفكير بهدوء فضلاً عن ضعف اكتسابهم لمهارتي التحليل والتركيب، وهي مهارات عليا لا بد من التدرب عليها في سن مبكرة، ربما في داخل الأسرة، وقبل دخول المدرسة. ولذا فهم أحياناً لا يُلامون لأنهم لم يتعودوا ذلك النمط من (التعلم)، بل تدربوا على حفظ نصوص وحلول دون وعي ولا فهم.

طبعاً حزنت لحال الشاب الجامعي محمد الذي يريد أن يكون رجل أعمال، وهو لا يحسن إنفاق المال! ولما شرحت له بتأنٍّ الحل البسيط، تهللت أساريره وظهرت أسنانه، وقال كما هو التعليق المعتاد: (لم نتعلم هكذا أبداً!!).

ربما كان من المستحسن فعلاً الاهتمام بالجدارات والقدرات بدلاً من المقررات والدرجات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store