Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

باحث مصري: طه حسين هَامَ عشقًا بالثقافة السعوديَّة

No Image

مستعيدًا ذكريات «عميد الأدب العربي» في ربوع المملكة..

A A
أشار الباحث المصري شعيب عبدالفتاح، إلى أن عميد الأدب العربي؛ طه حسين، كان يعشق المقدسات الإسلامية، ويهيم حبًّا في التراث الثقافي السعودي، وحالة التفرد العربي في الفهم، والإدراك، وهضم الثقافات المحيطة.

ووصف الباحث في دراسته التي حملت عنوان: «أيام طه حسين التاريخية في المملكة العربية السعودية»، زيارة عميد الأدب العربي للمملكة، عام 1955، بأنها كانت تاريخية جمعت خيال الكاتب، والمؤرخ، والمؤلف، عندما أبدع «على هامش السيرة»، و»الوعد الحق»، بواقع هذين الكتابين الشهيرين، في تاريخ ثقافتنا العربية المعاصرة.

ونقلت الدراسة عن طه حسين، وصفه للزيارة بقوله: «أول ما شعرت به، وما زلت، هو الذي يجده الغريب؛ حين يؤوب بعد غيبة طويلة جدًا، إلى مواطن عقله، وقلبه، وروحه، لقد سبق أن عشت بفكري، وقلبي، في هذه الأماكن المقدسة، زهاء عشرين عامًا، منذ بدأت أكتب على هامش السيرة حتى الآن، ولما زرت مكة، والمدينة؛ أحسست أننى أعيش بفكري، وقلبي، وجسدي، جميعًا، عشت بعقلي الباطن، وعقلي الواعي، استعدت كل ذكرياتي القديمة، ومنها ما هو من صميم التاريخ، ومنها ما هو من صميم العقيدة، وكانت الذكريات تختلط بواقعي، فتبدو حقائق حينًا، ورموزًا حينًا، وكان الشعور بها يغمرني، ويملأ جوانب نفسي».

وأوضح الباحث، أن زيارة طه حسين للمملكة، في ذلك الوقت كانت بهدف افتتاح الدورة التاسعة للجنة الثقافية لجامعة الدول العربية، وهي التي تطورت فأصبحت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وكان طه حسين رئيسًا لهذه اللجنة، التي انعقدت دورتها في مدينة جدة، بدعوة من الأمير فهد بن عبدالعزيز، وزير المعارف آنذاك، واستمرت (19) يومًا. ووفقًا للباحث تحدث طه حسين في افتتاح هذه الدورة، فاستولى على قلوب، وعقول سامعيه، وغدا حديثه محلًا لتعليقات الصحف، والمنتديات الثقافية السعودية على مدار أيام الزيارة».

وأضافت: «وفي خطابه قال طه حسين: لكل مسلم وطنان، لا يستطيع أحد أن يشك في ذلك.. وطنه الذي نشأ فيه، وهذا الوطن المقدس الذي أنشأ أمته، وكوّن قلبه وعقله وعواطفه جميعًا، لقد أمرنا الإسلام أن نتبصر في كل شيء، بنظرة من يريد الفقه، والعلم، وألا ندع شيئًا نستطيع أن نعرفه إلا عرفناه، فيجب أن نعيش في الأرض منتجين لا مستهلكين فقط».

ولفتت الدراسة إلى خطاب عميد الأدب العربي، خلال لقائه جموع المفكرين السعوديين، الذي قال فيه: «أشعر الآن أني أتحدث في بلاد العرب، التي عاش فيها النبي محمد، صلّى الله عليه وسلّم، وأصحابه، وفي البلاد التي مر عليها وقت، كان أهلها يقولون ما أشد قرب السماء من الأرض، ثم مر عليها وقت، بعد وفاة النبي كان بعضهم يبكي، لا لأن شخص محمد انتقل إلى الرفيق الأعلى بل لأن خبر السماء انقطع عن هذه البلاد». وتكشف الدراسة عن فكرة طه حسين عن الثقافة في السعودية، وذلك في قوله: «هي ثقافة ناهضة يشخصها ذكاء القلوب، ونفاذ البصائر، وتحرر العقل العربي، وتفرده، وهي بعد ذلك مشابهة من وجه عام لغيرها من الثقافات في البلاد العربية، وإن كانت تمتاز عنها برصانة اللفظ وجزالة الأسلوب، وصرامة التفكير، وخفة الروح».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store