حكمة القائد وتحديات الواقع

خادمُ الحرمينِ الشريفينِ قائدُ الحكمةِ والحزمِ والعزمِ الملك سلمان بن عبدالعزيز، عرفناه حكيمًا محنَّكًا، رجلَ المواقف الصعبة والتاريخيَّة، وفي ليلة السبت الخامس والعشرين من شهر رجب عام 1438هـ، سجَّل التاريخُ معه موعدًا لن تنساه الأجيالُ الحاليَّةُ والقادمةُ. فبعد سبعة أشهر من هذا العام، والذي شهدت فيه المملكةُ تحدِّيات اقتصاديَّة كُبرَى لزم معها اتِّخاذ قرارات صارمة، لمعالجة الأمرِ من قِبل مجلس الشؤون الاقتصاديَّة والتنمية، فكان لها الفخرُ بأنَّه بعد سبعة أشهر تعدَّلت الأحوالُ الاقتصاديَّةُ، وجاء الفرجُ من الله تعالى؛ لنكون جميعًا في حالةِ ترقُّبٍ شديدٍ للأوامر الملكيَّة الجديدة، حيث توجَّهت أنظارُ المجتمعِ السعوديِّ للشاشات المحليَّة وسجَّلت أعلى معدَّلات مشاهدة من أجل هذا الحدث.

قراءةٌ للموقف وردَّات الفعل من الشعب السعوديِّ بعد كلِّ تلك القرارات التي أعادت البسمة لوجوههم، والسكينة والطمأنينة لقلوبهم، بل وتبادل التَّهاني والتبريكات، وكأنَّنا قد استقبلنا العيد مبكِّرًا، وتلك -والله- نعمٌ تستحقُّ الشكرَ من الله.

شعبٌ مؤمنٌ باللهِ، ومن ثمَّ بوليِّ أمرِه الذي ولاَّه الله -سبحانه- علينا لن يخيب ظنّه أبدًا، يجدِّد ولاءه لقيادته، ويخبر العالم بأسره أنا مع وطني في رخائه وشدَّته، وأنا أصبرُ على الملمَّات والضيق حينًا، كما أفرح أحيانًا كثيرةً بالخير الوفير، وحُسن الظنِّ باللهِ أولاً هو ديدننا ومنهجنا.

وليُّ أمرِنا قريبٌ منَّا، إلى حدٍّ يجعل العالمَ بأسرِه في حيرةٍ من أمرِه، عن سرِّ العلاقة المتينة بين القيادة والشعب، نعم.. فضل الله يؤتيه مَن يشاء، والنِّعمُ تدومُ بالشكرِ.

نحنُ أسعدُ النَّاسِ على الأرض، بجوار الحرمين الشريفين، وبقيادتنا الحكيمة الحليمة العادلة، التي تخافُ اللهَ فينا، من أجملِ ما تابعتُ بعد صدور القرارات تلك الصورة للملك سلمان -رعاه الله- مع الشيخ صالح اللحيدان، وإذ بالتَّعليق عليها يأسرُني لأنَّنا في زمن التَّوثيق المتميِّز لكلِّ شاردةٍ وواردةٍ، حيث انتبه النَّاسُ لإنصاتِ وليِّ الأمر للشيخ، وعلموا أنَّ ولاةَ الأمرِ يحافظون على مكانة العلماء، وينصتون لرأيهم، كما يحرصون على الاقتداء بسُنَّة النبيِّ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأنَّهم في خيرٍ، وإلى خيرٍ.

اللهمَّ كما أكرمتنا بأن تعمَّ الأفراحُ بيوتنا بقراراتٍ حكيمةٍ ممَّن ولَّيته أمرنا، اللهمَّ أتمم نعمكَ، واحفظ وليّ أمرنا، وسدد خطاه، واجعلنا خيرَ مَن يعينه على تأدية الأمانة، كلّ في موقعه مسؤول أمام الله، ودام عزّ هذا الوطن، وبقيت رايته خفَّاقةً ما بقيت السمواتُ والأرضُ.