Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سامي سعيد حبيب

كوريا الشمالية وأجواء حرب نووية

A A
يتفق الكثير من مثقفي وعلماء العصر وبغض النظر عن انتماءاتهم الجغرافية أو العرقية أو الأيديولوجية أن من أخطر ما قد يقع لكوكبنا الأرض الذي سخره الله تعالى لحياة آمنة رغيدة للإنسان وللتعايش عليه بتسامح وسلام ، هو نشوب حرب عالمية ثالثة نووية تهلك الحرث والنسل وتأكل الأخضر واليابس وتفسد البيئة في جميع أرجاء المعمورة ، و لن ينجو من ويلاتها حين اشتعالها أي مجتمع بشري إلا أن يشاء الله أمراً.

أصبحت الساحة السياسية العالمية قاب قوسين أو أدني من التطابق مع تلك الصورة القاتمة بسبب وجود قيادات عالمية غير رشيدة في سدة الحكم لدول نووية متشاكسة فيما بينها البين ، والدول المشار إليها مدججة بجميع أنواع ومستويات أسلحة الدمار الشامل النووية بل إن البعض من تلك الدول كالولايات المتحدة الأمريكية يمتلك عشرات الألوف من الرؤوس النووية من مختلف القدرات كافية لتدمير كوكبنا الأرض ومن عليها عشرات المرات وبالمقابل فإن دولاً ككوريا الشمالية الحليف الاستراتيجي للصين استعدت لضربات نووية أمريكية استباقية وفي ذلك ما فيه من مخاطر استجرار العالم بأجمعه لمخاطر الحرب النووية ، حيث أن كوريا الشمالية ماضية في تطوير ترسانتها النووية بما في ذلك إنتاج أجيال جديدة من الصواريخ البالستية القادرة على الوصول للبر الأمريكي.

إن أخطر ما في الصراع النووي الحالي هي العقيدة الحربية الأمريكية عن المقدرة العسكرية الأمريكية على توجيه ضربة نووية استباقية قاصمة إلى الطرف المعادي أو الأطراف الأخرى ، والحيلولة بين الدول المستهدفة وبين القدرة المناوئة على توجيه ضربات انتقامية لاحقة. فالجبهة النووية التي تسعى الإدارة الأمريكية الحالية الى السيطرة عليها تمتد من شبه الجزيرة الكورية إلى تخوم العالم الغربي وما بعده.

الولايات المتحدة الأمريكية تريد - كما يؤكد ترمب - استرداد مكانتها وهيبتها العالمية الكبرى تحت شعار «استعادة العظمة الأمريكية» والتي فقدتها رويداً رويدا ،ومنذ هزيمتها في فيتنام وتراجع هيبتها ، فإنها تتبنى تصنيع أنواع صغيرة من القنابل الذرية كاستراتيجية لقتال المقاتلين غير التقليديين أو ما سمي سباق التسلح النووي .

وفي منطقتنا العربية والتي من بينها ما يشبه الاتفاق الإعلامي عن أسلحة إسرائيل النووية ، تحاول دول من الجبهة النووية العالمية المناوئة والتي تشمل روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران إجراء التجارب السرية النووية ، وتشكل النقاط الساخنة كمثل سوريا أرضاً جديدة لإجراء تلك التجارب النووية في عالمنا العربي..كما وأن الولايات المتحدة تقوم حالياً بتجريب شبكة الدفاع الصاروخي وسط هذا الضجيج من الإعلام المضلل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store