Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

الواقعية الجديدة ..حكمتيار ومشعل ..ونتنياهو!!

A A
يبدو أن الساحة السياسية دخلت بقوة هذا العام مايمكن تسميته بالواقعية الجديدة. وإذا كانت الواقعية الجديدة في السينما تعتمد على التصوير المباشر لمعاناة البشر؛ وفي الأدب تتخلى منذ عصر النهضة عن التأثير الديني؛ فإنها في السياسة كما هو واضح تتخلى عن التأثير الجماهيري أو التعبوي وصولاً لتحقيق الهدف أو جزء منه!

لقد كان وصول قلب الدين حكمتيار الى العاصمة الأفغانية كابول والتي كان يعتبرها « محتلة» فضلاً عن لقائه المباشر بالرئيس الذي كان يعتبره « عميلاً» وبرئيس الحكومة الذي كان يعتبره « خائناً» ترجمة عملية أو فصلاً من فصول الواقعية السياسية الجديدة!.

ولقد بلغ من تماهي أو استغراق حكمتيار مع الواقع حد عقد المؤتمرات وانتقاد الحكومة والانغماس بشكل أو بآخر في رسم سياسة الدولة التي آن لها أن تدعو حركة طالبان للمشاركة في الحكم.

بل إن الرجل راح يفند مواقف باكستان ويعري مواقف ايران محذراً من التدخل في شؤون بلاده!.

هذا هو حكمتيار الذي سبق تصنيفه أو تسميته بالإرهابي الأول في العالم قبل أن يتم غسله أو غسيله كما ذكرت هنا في مقال سابق.

قريباً من ذلك ومع احترامي لفوارق كثيرة وتأكيدات وتوضيحات أكثر جاءت وثيقة حماس الجديدة وإعلان خالد مشعل الموافقة على نصف دولة وترك النصف الآخر لإسرائيل درباً من دروب الواقعية السياسية الجديدة.

دعك من التأكيد على ثوابت المقاومة والجهاد وعودة اللاجئين..المهم أنه وافق على دولة في حدود ١٩٦٧ ! والاهم أنه (مشعل أو هنية) أو أنها (حماس) موافقون على الانخراط في العملية السياسية ولا أقول التسوية!

بالمناسبة أنا لا أناقش هنا مسألة التراجع أو التخلي عن المبادئ؛ كما لا أسمح لنفسي بالانزلاق في مستنقع المعايرة أو الشماتة أو حتى التشكيك في أي موقف.

ولأن فصول ومواقف ومشاهد الواقعية السياسية أكثر من أن تعد..فإن ما يعنينا فيها كشعوب عربية هو ألا تقودنا للتفريط في عقيدتنا « الإسلامية» ولا في انتمائنا العربي!.

في الحالة الأولى ،حالة التفريط في العقيدة وفي القيم والمبادئ الإسلامية، أدرك أن الحملة شرسة وأن صناع داعش يبذلون جل طاقتهم من أجل تحقيق مرادهم لكني أثق في انهزامهم.

وفي الحالة الثانية ،حالة التهاون في عروبتنا لحساب الهوية الصهيونية أو الفارسية، أدرك كذلك أن كل الرهانات خاسرة.

إن عقيدة الأمة الإسلامية وهويتها العربية ليست قصيدة شعر أو لوحة تشكيلية أو فيلماً سينمائياً ولأن ذلك كذلك لا ينبغي أبداً أن نخلط الأمور ببعضها بداعي أى واقعية تسمح بالتخلى مثلاً عن القدس والمسجد الأقصى أو تمهد لإسرائيل من النيل الى الفرات، أو تسمح كذلك بتسليم سوريا والعراق واليمن لإيران.

إن خلط الأمور في مسألة العقيدة والهوية بدعوى الواقعية لن يطمس اللوحة الإلهية المرسومة لنا فقط وإنما سيخرجنا عن إطارها الى مهالك العبثية..

لنكن واقعيين على طريقتنا أو حتى على طريقة نتنياهو الذي علق على قرار اليونسكو باعتبار القدس محتلة مهدداً الأمم المتحدة ومؤكداً أنه سيجعلها تندم!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store