لا بأس.. إنه مجرد امتحان !!

· جاء في أخبار مالئ الدنيا وشاغل الناس ( الواتس ) ، أن إحدى مدارس الهند ( بلاد الحكمة والعجائب) أرسلت خطاباً لأولياء الأمور قبيل الامتحانات، تقول فيه : « نعلم أنكم في غاية القلق على مستوى أبنائكم في الامتحانات ،هذا جيد، ولكن تذكروا أن بين هؤلاء الطلبة من يريد أن يكون (فيزيائياً) لذا فهو ليس بحاجة لحفظ الشعر والجغرافيا.. ومنهم من سيكون (تاجراً) فلا حاجة لعقله بترسيخ معادلات الكيمياء ،ومنهم من يريد أن يكون (موسيقياً) أو ( رياضياً) ودرجات الرياضيات العالية لن تمثل له شيئاً كبيراً.. فإن حصل ابنك على أعلى الدرجات في جميع المواد فهذا أمر جيد ، وإن لم يحصل ، فلا تجعل ثقته بنفسه وكرامته تنخفض، وقل له : لا بأس عليك.. إنه مجرد امتحان.

·أياً كانت صحة هذا ( النص الهندي) فإن مضمونه ( بالعربي الفصيح ) صحيح وحكيم وبليغ بلا شك ، فكثير من الآباء يجنون على أبنائهم حين يطلبون منهم ما يفوق قدراتهم ، أو حين يدفعونهم - بقصد التباهي و( الفشخرة ) - نحو تخصصات لا تتفق مع إمكانياتهم ورغباتهم الشخصية ، مما يضعهم في دوامات ومتاهات نفسية كبيرة، غالباً ما تنتهي بالفشل والإحباط والعزلة والاكتئاب، ان لم تتطور لما هو أخطر.

· لكل إنسان قدراته ومهاراته وذكاؤه النوعي الخاص ، ومن المهم جداً معرفة هذه القدرات واحترامها ، وعدم إجباره على ما لا يتوافق معها .. وأذكر في هذا السياق أحد زملاء الدراسة الذي كان يبشر ببزوغ أديب متميز ، لكن إجباره على دراسة الطب أدخله في دوامة نفسية انتهت به إلى الفشل ، فلا أصبح ( الطبيب ) ولا حتى ( الأديب ) !..

· يختصر عمّنا (اينشتاين) المسألة بقوله :» لو اختبرت سمكة في تسلق الأشجار لظلت تعتقد طوال عمرها أنها غبية» . اقرأوا دواخل أبنائكم جيداً ، ساعدوهم على اكتشاف أنفسهم ولا تقسوا عليهم .. وذكِّروهم دوماً أنه مجرد امتحان .

· بالمناسبة نسيت أن أقول لكم أن عبقري الفيزياء (اينشتاين ) كان فاشلاً جداً في اختبارات اللغة والأدب !