Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

ضغط وسكّر.. بيضة ودجاجة!!

A A
إن لم يكن المواطن السعودي هو الأكثر إصابةً بالضغط والسكَّر على مستوى العالم، فهو حتمًا ضمن تصنيف الثلاثة الأوائل!.

لن أخوضَ في الأسباب، لكنَّها باختصار لا تخرجُ عن دائرة السلوك المعيشي الخاطئ للمواطن في تغذيته وحركته، أو هموم الحياة الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة المتنامية!.

حكوميًّا، تواضعت سُبُل مكافحة هذين المرضين، والجدل النظري الرسمي القائم عنهما أكثر من ابتكار السُبُل، إذ لا خطط ولا برامج ولا أبحاث فعَّالة لدينا تقي منهما أو تعالجهما باستثناء ما يأتينا من الخارج بحسناته وسيئاته!.

وهذا الجدل يشبه الجدل عن البيضة والدجاجة، أيُّهما يجيء أولاً، فيقول بعض الأطبَّاء إنَّ السكَّر يجيء أولاً للمواطن ثمَّ الضغط، ويقول البعض الآخر إنَّ الضغط يجيء أولاً ثمَّ السكَّر، ولا ينتهي الجدل بل يخِفُّ ويزداد، وهكذا، والمُحصِّلة هي بقاء المرضين رغم أنف الجدل، كواقع خطير، يمدَّان لسانيْهما سُخريةً من المتجادلين، ويفتكان بالمواطن رُويدًا رُويدًا، ويُفسدان مُتع حياته كما يُفْسِد يأجوج ومأجوج في الأرض آخر الزمان، ويُلْحِقان بالمجتمع السعودي خسائر فلكيَّة في كافَّة أوجه الحياة، ويستغلُّهما تُجَّار الطبِّ بافتتاح المزيد من العيادات الزاعمة قدرتها على علاجهما، حتى دون إجراء دراسات جدوى، فلديهم ضمان بتزايد أعداد المرضى وضمان آخر بتزايد أرباحهم، كما يستغلُّهما تُجَّار أدويتهما فيرفعان أسعارها ولا (أحد حولهم)، ويستغلُّهما أيضًا تُجَّار الأعشاب بتصويرها كمُنْقِذٍ للمرضى وهي في الحقيقة مُنْقِذٌ للتُجَّار من الإفلاس!.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فنبست بالكلام المُباح، أنَّه قبل صيرورة الضغط والسكَّر معضلة فلسفيَّة دائمة وعقيمة مثل البيضة والدجاجة، علينا أن نفقس البيضة ونذبح الدجاجة، بمعنى أن نتكاتف أفرادًا وجهاتٍ لإنقاذ مجتمعنا من الضغط والسكَّر اللذيْن من استشرائهما فيه صارا اسمه الرباعي ولقبه العائلي وهويته التعريفيَّة، وكلُّ مريض سعودي جديد بالضغط والسكَّر ونحن بخير!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store