فجأة تهافتت المؤسسات الرسمية والشعبية على مصالحة الأزهر وشيخه والاعتذار للمشيخة ومقام الإمام ،فما الذي حدث؟
لقد ظلت الأجهزة كلها تنتقد الأزهر حد التجريح وتسابقت الأقلام والقنوات في التشويه والتشويش والتشويح وكأنها تشترك في حملة قومية!
هذا نائب برلماني يخطط ويكتب ويقترح ،وآخرون يتبادلون التوقيع ،وبرنامج يسخر وباحث « إسلامي» يتندر وآخر يحتقر وكأنهم يحاصرون الكنيست ،فماذا حصل؟
في أسبوع واحد بل في يوم واحد انسحب الذين انسحبوا من لسانهم وبدأت حملة سريعة لمصالحة الأزهر وشيخه في مشاهد ومواقف تدعو للضحك.. فلا يوجد اقتراحات برلمانية خاصة بالأزهر ولا بشيخه ولا توجد زيارات اعتذار لأن أحداً لا يجرؤ على المساس!
سكتت البرامج في ليلة واحدة وخرست الصحف في يوم واحد ،وقال النواب إنهم وقَّعوا على بياض وأقسم أحدهم بعمامة الشيخ !! ،وقال نفس المذيع إن العلاقة مع الأزهر « خط أحمر»
إلى هنا والأمور كما توقع كثيرون تعود الى وضعها الصحيح؛ لكن عملية تفخيخ جديدة جرت في الساحة بطلها المدعو إسلام بحيري!
والذي حدث أن بحيري أخذ حكماً قضائياً نافذاً بالسجن في قضية خاصة بسب الصحابة وازدراء الأديان والإساءة لثوابت الإسلام. ولأن بحيري أكثر نفاذاً فقد خرج من السجن دون إكمال المدة!
وسواء أكملها أم لم يكملها ،فقد ظن الجميع أن المحروس سيخرس ويتوقف عن إيذاء مشاعر المسلمين ،لكنه عاد أكثر عداءً ووحشية مقتلعاً كل من يتصدى أو يهمس بكلمة عن فكره المعتوه وطرحه المشبوه!
كان الضحية الأولى لبحيري المفخخ هو رئيس جامعة الأزهر الذي تورط في استخدام مصطلح التكفير!
ولأنه مفخخ بالفعل فقد بدأ يمر كل ليلة على البرامج وهذه سمة فضائية جديدة لتهديد وإلصاق تهمة الداعشية بكل من تسول له نفسه الدفاع عن حياض الدين وتراث الأمة!
ويبقى السؤال حائراً: ما قيمة أن تتوقف حملة الهجوم على الأزهر وتتواصل حملات الإساءة للتراث والدين؟
ما قيمة مصالحة أو ترييح الأزهر واستمرار تفخيخ بحيري وأمثاله الكثيرين لتهديد أساتذة وعلماء الدين؟
ما قيمة التصدي لإرهاب داعش مع تقديم هدايا لمصنِّعى ومنتجي الداعشيين؟
ما بين داعش وأتباعه والمروجين له وبحيري وأمثاله والمسوقين له تبقى الحقيقة الناصعة ..وسطية الإسلام وحيويته وسطوعه رغم أنف المترصدين.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
