* مساء الثلاثاء 9 أكتوبر 2011م أَدرتُ محاضرة ثقافية بعنوان (مستقبل الاقتصاد
السعودي في ظل النمو المطرد للاقتصاديات الناشئة)، لمعالي وزير الاقتصاد والتخطيط آنذاك (الدكتور محمد بن سليمان الجاسر).
* المحاضرة جاءتناطقة بلغة (البليونات والترليونات)، حيث تحدثت عن إنجازات تحققت خلال السنوات الماضية قبلها، ومنها أن القطاع غير النفطي سَــاهم بـ (72 %) من الناتج المحلي عام 2011م، وأنّ قيمة الصادرات غيرالبترولية وصَـلت (35 %)، وأنه قد أنْـفِـق على الخطة التنموية التاسعةأكثر من( 1 ,4 تريليون ريال ).
* المحاضرة - وإن كانت لم تحمل الكثيرمن التفاصيل- إلا أنها وجدت أصداء واسعة لأنها كانت نافذة رأى منها المواطن - ربما للمرة الأولى - شيئاً من الأرقام عن حاضر ومستقبل اقتصاد وطنه، الذي كان لايعرف عنه إلا مصطلح (الـخـطَـط الخمسيّـة) التي وصلت للرقم تسعة أو عشرة.
* تلك المحاضرةتذكرتها ووزارة المالية تعلن مشكورة في مؤتمر صحفي الخميس الماضي (أول تقرير رُبْـعِـي لأداء الميزانية العامة للدولة)؛ حيث سَـجّـلت إيرادات وصلت لـ ( 144 مليار ريال)، خلال الربع الأول من العام الجاري، بزيادة 72 %في المائة عن الربع المماثل من العام الماضي، وعن عَـجــز بلغ ( 26 مليار ريال)، بانخفاض (71 %)!
* أرقام وإحصائياتذلك التقرير - الذي أطلقته وزارة المالية للمرة الأولى في تاريخها - كان فيها البشرى بِـتَحَـسّـن اقتصادنا الوطني؛ مما يؤكد على نجاح خطوات إصلاحه، التي اعتمدتها الحكومة في برنامج التحوّل الوطني والتوازن المالي.
* ولكن المهمّ والأهم في ذلك التقرير الرُّبْـعِـي للميزانية هـو(تعزيز سياسة الشفافية والإفصاح المالي)، ووضع المواطن في قلب ما يحدث، والذي نرجوه أن يكون هذا حاضراً في مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية؛ فـذاك سيحاصر (الفَـسَــاد)، الذي يبقى المهدد الأول لاقتصادنا.
* أخيراً (المواطن البسيط الـطّـيـب) متفائل جداً، ويقدر جهودحكومته وحرصها على تنميته، ولكن ما يهمه دائماً من الميزانية وأرقامها أن يلمس أثرها المباشِـر على معيشته (دَخـله، سكنه، صحته، مدارس أبنائه، وصناعة فُـرص وظيفية لهم بعد تخرجهم)، وتلك آمال ومطالب بسيطة ومشروعة.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
