Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

كم مواطناً مثل عبد العزيز العيسى نحتاج ؟!

A A
* لا أعرف الدكتور عبدالعزيز العيسى شخصياً، ولا تربطني به علاقة من أي نوع، لكنني وجدت نفسي مديناً بالدعم والإشادة بمبادرته الوطنية الشجاعة، التي تُعد حدثاً غير مسبوق في مجال محاربة الفساد.. فما قام به (عميد كلية اللغة في إحدى الجامعات) من التوجه للقضاء مباشرة، ورفع دعوى على الجامعة التي يعمل فيها أكثر من 20 شخصاً من حملة الدكتوراه المزورة، هي خطوة وطنية جريئة ومهمة في سبيل تأسيس ثقافة جديدة وحضارية في معركتنا الطويلة مع الفساد، واستنقاذاً لجامعة عريقة من أيدي (الوهميين) الذين استغلوا صمتنا العجيب تجاههم، وتجاه شهاداتهم الكرتونية، فأغرقوا الجامعات بالزيف والركاكة ووهن المخرجات!.

* لا أود مناقشة أسباب عدم لجوء العيسى لهيئة مكافحة الفساد، فالأسباب تكاد تكون معروفة للجميع، وبعضها جاء على لسان أحد أعضاء مجلس الشورى الذي قال: «إن عدم تفاعل (نزاهة) مع بلاغات المواطنين هو ما جعل المواطن يشعر بالإحباط ويحجم عن التعامل معها»، الأمر الذي أدى إلى نشوء ثقافة مجتمعية (سلبية) و(متخاذلة) تجاه المفسدين تقوم على فلسفة (العين بصيرة واليد قصيرة)، وهو ما يرفع من قيمة فعل الدكتور العيسى ويجعله جديراً بالثناء.

* المواطن أيا كان حجمه أو موقعه هو شريك إستراتيجي للحكومة في الحرب على الفساد، ولا أظنني بحاجة للتذكير بكلمات خادم الحرمين وولي عهده يحفظهما الله في هذا الجانب، فهي معروفة للجميع وتؤكد دوماً على هذه الشراكة بوصف المواطن رجل الأمن الأول، لكن تفعيل هذا الدور مرهون بتحفيز المواطن من قبل الجهات ذات العلاقة، وتشجيعه، وتطمينه وحمايته من أي أذى قد يتعرض له.

* ما قام به الدكتور العيسى من (مقاضاة) للفساد، هو فعلٌ يستحق الإشادة والإشهار، بل والتكرار من كل مواطن.. فالصمت ليس فضيلة في كل الأحوال.. وأكبر خدمة يقدمها المجتمع للفساد وأهله هي الصمت عنهم، والتعامي عن عبثهم بالوطن ومقدراته.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store