Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الإعلام السعودي.. صوت المملكة المتزن والهادف داخليًّا وخارجيًّا

No Image

A A
وصف إعلاميون مسيرة الإعلام السعودي بالمميَّزة، والحافلة بالكثير من العطاء، مشيرين إلى ما يتميَّز به الإعلام السعودي من قدرة على التَّواصل مع العالم، وإبراز هويته، كإعلام هادف ومحايد ومتَّزن، وقالوا في تصريحات لـ»الأربعاء»: إنَّ الإعلام السعودي بحاجة فقط إلى تركيز الجهود على إبراز صوت المملكة العربيَّة السعوديَّة على المستوى الخارجي، لإظهار المكانة الكبيرة والحقيقيَّة للمملكة على مستوى الخارطة السياسيَّة والاقتصاديَّة على مستوى العالم، ويدعم ذلك الحنكة والدراية التي تسير عليها الرؤية العميقة لولاة الأمر -داخليًّا وخارجيًّا-. ولمَّا كان الإعلام بوسائله المتطوِّرة يُعدُّ من أقوى أدوات السلاح، وأضحى ركيزة أساسيَّة، وأحد مقومات تنمية الوعي لدى المواطنين، فإنَّه من المؤكَّد أنَّ الشخصيَّة الإعلاميَّة مطالبة دون غيرها بأن تكون مختلفة تمامًا، ويبقى على الإعلام السعودي صياغة الإستراتيجيَّات، والعمل الكبير للظهور بشكل أقوى في وجه العالم، وإظهار صورة المملكة بشكل يليق بمكانتها عالميًّا.

العيدي: إعلامنا لم ينحرف عن المسار المهني ولا الشفاف

الإعلامي الدكتور سليمان العيدي، أبدى إعجابه بما وصل إليه الإعلامي، مخالفًا في رأيه مَن يقول بتأخر الإعلام السعودي، ويبرز ذلك بقوله: في البداية أحب أن أؤكد أن الإعلام السعودي قد وصل للعالميَّة بقوَّة، وأصبح يتابعه الملايين، والدليل على ذلك لو نظرنا لمواسم الحجِّ والعُمرة، فالإعلام السعودي يتابعه الملايين من البشر في جميع أصقاع العالم.

نحن نتحدث عن الإعلام الأخلاقي الملتزم بالأخلاق الفاضلة، والمتمسك بالمصداقيَّة والوضوح، لذلك فأنا أختلفُ كليًّا عن من يقول إنَّ الإعلام السعودي لم يصل للعالميَّة، إعلامنا -ولله الحمد- لم ينحرف عن المسار المهني، ولا عن المسار الشفاف، وربما النظام الأخلاقي الذي يتبعه أعلامنا السعودي الحر لا يتوافق مع ما تتبعه بعض القنوات الفضائيَّة، ولذلك نجد من يردد أن الإعلام السعودي لم يتجاوز حدود المحليَّة. مضيفًا: أنا أقدِّر للصحفيين سؤالهم عن ذلك، ولكن إعلامنا وصل لمواصيل ربما لا يستطيع أيُّ إعلام آخر أن يصله، متمسكين بالدِّين، وبالأخلاق الفاضلة، وبالمصداقيَّة والوضوح.

الشهري: نحتاج رسم خطة واضحة نسير عليها

ويرى الإعلامي محمد الشهري، أنَّه من الظلم أن نقول إن إعلامنا السعودي لا يستطيع الوصول للعالميَّة، أو أنَّه لم يصل، فالإعلام السعودي يسير وفق مسار مسالم قد يفتقد للكثير من الإستراتيجيَّات الواضحة التي من الممكن أن يسير عليها إعلامنا. مضيفًا: الجهود الإعلاميَّة السعوديَّة كبيرة وواضحة، خصوصًا في موسمي الحجِّ والعُمرة، ولكن تبقى وضع قاعدة صلبة للإعلام السعودي بجميع فئاته، فالتطوّر الذي يحصل في الإعلام المجاور -كأقل تقدير- يجعلنا نتساءل: لماذا نحن لم نخطُ خطوةً واحدةً للأمام، وبشكل واضح، وأن تكون تلك الخطوات مستمرَّة عامًا بعد عام؟ ولكن أنا كلي ثقة بأنَّ إعلامنا يتمتَّع بالقوَّة والإرادة، وهو ناجح بدون أدنى شك، فقط يحتاج لرسم خطة واضحة يسير عليها.

أبو راس: نحن الآن بحاجة إلى إعلام خارجي قوي جدًّا

ويقول الدكتور عبدالله أبو راس مدير عام جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج وأمين عام مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون: يجب على الإعلام الجديد أن يكون أكثر قوَّة حتَّى يستطيع تطوير الإعلام السعودي داخليًّا وخارجيًّا، فلو أخذنا مثالاً على 40 قناة شيعيَّة معادية تبثُّ من إسرائيل، لرأينا أنَّنا لا زلنا ضعيفين في الإعلام الخارجي، لذلك يجب وضع خطة محكمة للردِّ على الخارج؛ لأنَّ إعلامنا داخليًّا أصبح تحصيل حاصل، نحن الآن بحاجة إلى إعلامٍ خارجيٍّ قويٍّ جدًّا.

الدريس: بطء العمل الإعلامي في السفارات والملحقيات

​ويضيف الإعلامي دريس الدريس، قائلاً: أنا أختلفُ كليًّا مع مَن يقول إنَّ الإعلام السعودي غير متقدِّم مقارنةً بدول الجوار، أو بالدول العربيَّة، فالإعلام السعودي متقدِّم كثيرًا، ولا يُقارن بدول الجوار، ولكن مقارنة بالدول المتقدِّمة فنحن -للأسف- متأخِّرون، ولا زال إعلامنا يحتاج للكثير من الشفافية والقوة والتأسيس لتحقيق أهداف وطنيَّة واضحة لإيصال صورة صحيحة للمملكة، والوصول للأهداف المنشودة من إعلامنا. ولنكن أكثر وضوحًا، فالقصور الظاهر لإعلامنا يكمن في الإعلام الخارجي، وأقولها بكل أسف: إنَّ إعلامنا الخارجي متوقف بسبب بطء العمل الإعلامي في السفارات والملحقيات وحتى في رسم هدف إعلامي موجَّه للخارج، ولك أن تتخيَّل أنَّ دولة صغيرة مثل إيران استطاعت أن تصل بفضل إعلامها الخارجي، ووصلت حتى إلى البيت الأبيض الأمريكي، والمنهجيَّة التي يسير عليها الإعلام الخارجي الإيراني في تلميع جرائمه لدى الدول الأجنبيَّة، والتحرك الكبير لسفاراتها إعلاميًّا وإظهار إيران كما تريد أن تظهر.

ومنذ تولي الملك سلمان -يحفظه الله- الحكم، بدأت العجلة الإعلاميَّة بالتحرُّك بشكل واضح، وكذلك الحضور الجيد للأمير محمد بن سلمان في الإعلام الخارجي، هذا ما نبحث عنه، وهذه أحد الأهداف التي رسمها ولاة الأمر، كما أن التحرُّك الواضح من وزير الخارجيَّة الذي أقول عنه بأنَّه وزير الإعلام الخارجي عادل الجبير، بالدفاع بقوة عن المملكة، هو أمر ملموس وواضح لدى الدول الأجنبيَّة. حقيقة هناك تحرُّك إيجابي لإعلامنا، ولكنَّه لا زال قاصرًا، والسبب أننا لا زلنا نضع اللبنة الأولى لمحو الصورة السلبيَّة للمملكة في الخارج.

الزيد: أتمنى رسم إستراتيجية ممنهجة يسير عليها إعلامنا

ويؤكِّد الإعلامي سلامة الزيد، أنَّه في كل قطاع في مختلف دول العالم توضع إستراتيجيَّات وأهداف ومراحل زمنيَّة واضحة لتحقيق الأهداف المرجوَّة، ولكن -للأسف- في إعلامنا لم نسمع عن إستراتيجيَّة إعلاميَّة واضحة وموضوعيَّة، يتم نشرها في الوسط الإعلامي، وأنا خلال عملي الإعلامي على مدى 35 عامًا، لم أرَ إستراتيجيَّة يسير عليها الإعلام السعودي بشكل موزون، ولنأخذ على سبيل المثال نقطة الأوضاع العسكريَّة التي تعيشها المملكة على الحدود، وفي الداخل ضد الإرهاب، السؤال: ما هي الإستراتيجيَّة الإعلاميَّة التي وضعت لتقديم رسالة إعلاميَّة تتوافق مع الجهود العظيمة التي تقدِّمها المملكة للحفاظ على حدود المملكة، وعلى أمنها؟ إن المسألة ليست مجرد برامج حواريَّة، ولا تغطية إخباريَّة، وإنَّما هي منهج عمل كامل، ولو شاهدنا أمريكا كيف تتعامل مع أيِّ عمل عسكري تقوم به، فهي تقوم بتوجيه جهود العجلة الإعلاميَّة والسينمائيَّة في هوليود لخدمة هذا العمل، بما يعزِّز الجهود العسكريَّة، وتظهر أمام العالم بالشكل الذي وضعت من أجله. إن الحديث في هذا الأمر يطول، وعندما تشرَّفت بتعييني مديرًا عامًّا لإذاعات جدة الأربع، كنَّا نحاول كمجموعة أن نضع إستراتيجيَّة إعلاميَّة نسير عليها، وبدأنا بالفعل مع عاصفة الحزم، وذلك لتقديم عمل إعلامي أزعم أنه مختلف، لذلك أرى أن يتم رسم إستراتيجيَّة ممنهجة يسير عليها الإعلام السعودي للوصول للعالميَّة، كما نتمنَّى جميعًا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store