Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الحيدري: اللائحة وزحام الطرق وراء عدم ترشحي في الانتخابات

No Image

A A
عزا الدكتور عبدالله الحيدري، رئيس نادي الرياض الأدبي السابق، أسباب عدم ترشحه في انتخابات النادي في دورته الجديدة إلى رغبته في التزام لائحة الأندية الأدبية، التي حددت مدة المجلس بأربع سنوات، معتبرًا أنها مدة كافية لأي شخص لإنجاز ما لديه من أفكار ورؤى ومبادرات، يضاف إلى ذلك المعاناة، التي مر بها خلال فترة رئاسته السابقة من أبرزها زحام الطرق في الوصول للنادي بشكل شبه يومي لاجتماع، أو فعالية، ورغبته في إتاحة الفرصة لضخ دماء جديدة من قناعته بأن «من حق كل مثقف وأديب ومحب للأندية الأدبية ولديه القدرة والفراغ لخدمة النادي أن تتاح له الفرصة للترشّح للمجلس».. ورغم أن الحيدري قد عدّد الكثير من المنجزات التي قام بها مجلس النادي إبان رئاسته؛ إلا أنه اعتبر أن «المشكلة التي استعصت على الحل هي محاولة مجلس الإدارة إنهاء الأرض المخصّصة من أمانة منطقة الرياض للنادي» رغم متابعته الشخصية لهذا الموضوع من عام 1434هـ.. الحيدري بدا واثقًا من قدرة المجلس الجديد في متابعة المسيرة وتحقيق المنجزات، وبخاصة في حل مشكلة الأرض المخصصة للنادي.. جملة هذه المحاور وغيرها في سياق هذا الحوار..

عطاء وإنجاز

* نقلة كبيرة شهدها النادي الأدبي بالرياض في عهد رئاستك له.. فبأي المنجزات تحتفي؟

قد أتحفظ على كلمة (نقلة كبيرة)، مع إزجاء الشكر لك ولكل من أحسن بنا الظن ولمس جهود الزملاء العاملين في النادي، ولقد شرفت بثقة زملائي رئيسًا لمجلس الإدارة في المدة من صفر 1434هـ، وحتى شعبان 1438هـ، وهي مدة جاوزت أربع سنوات ونصف السنة، ويمكن تحديد أبرز المنجزات، التي تحققت بجهود الزملاء جميعًا أعضاء مجلس الإدارة فيما يلي:

1. الاحتفال بمرور أربعين عامًا على تأسيس النادي عام 1435هـ، برعاية سمو أمير منطقة الرياض، وإصدار ستة كتب وثائقية ترصد مسيرته ومنجزاته، وهي: جائزة كتاب العام، ولمحات عن تاريخ النادي، وشخصيات من النادي، وإصدارات النادي من الكتب، وفعاليات النادي، وجهود النادي في خدمة ذوي الإعاقة، وهي كتب قابلة للتطوير وتحديث المعلومات؛ ولعل الزملاء في المجلس الجديد يُصدرون طبعة ثانية منها في الوقت الذي يرونه مناسبًا.

2. افتتاح ثلاث لجان ثقافية في محافظات: المجمعة عام 1435هـ، وثادق عام 1436هـ، والأفلاج عام 1437هـ.

3. إعادة إصدار نشرة «الأدبية»عام 1433هـ بعد انقطاع دام سبع سنوات.

4. إطلاق منتدى الشباب الإبداعي عام 1434هـ.

5. تطوير مطبوعات النادي من الكتب، وتوحيد إخراجها، وتوثيق عرى الشراكة مع المركز الثقافي العربي ببيروت.

6. توقيع بعض الاتفاقيات مع بعض الجهات، ومنها: جامعة اليمامة، وجمعية الأدب العربي بمكة عام 1434هـ، ومكتبة كنوز المعرفة بجدة عام 1434هـ، وجمعية كفيف عام 1435هـ، وكلية اللغة العربية بالرياض عام 1436هـ.

7. حصول أربعة كتب من مطبوعات النادي على جوائز، وهي: «بداية النص الروائي: مقاربات لآليات تشكّل الدلالة» للدكتور أحمد العدواني الذي حصل على جائزة النادي الأدبي الثقافي بجدة للدراسات الأدبية والنقدية عام 1434هـ، والمجموعة القصصية «احتضاري» لمحمد الراشدي، التي حصلت على جائزة أبها للإبداع القصصي عام 1435هـ، وديوان «لرياح الأخيليّة» لعبدالعزيز العجلان، الذي حصل على جائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب عام 1436هـ، و»عصر النهضة» لزكي الميلاد الذي حصل على جائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب عام 1438هـ.

8. نقل بعض مطبوعات النادي إلى طريقة (برايل) للمكفوفين؛ تفعيلًا للاتفاقية الموقّعة مع جمعية (كفيف)، في خطوة تعد الأولى على مستوى الأندية الأدبية في المملكة.

9. توقيع اتفاقية مع أمانة منطقة الرياض لاستضافة النادي في المبنى الحالي لمدة خمس سنوات تبدأ في 1/1/1439هـ.

10. تنفيذ ما يزيد على 230 فعالية في المدة من (1434ـ شعبان1438هـ)، منها فعاليات كبرى مثل: ملتقى النقد الأدبي، وجائزة كتاب العام، والاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، ومعرض الكتاب الخيري.

مشكلة عصية

* لا شك أن هذه المنجزات لم تتحقق بسهولة.. فما هي أبرز العقبات التي واجهتك في النادي؟

لم أواجه أي مشكلات إدارية إذ اكتسبت قبل دخولي مجلس الإدارة بعض الخبرة من خلال عملي رئيسًا لقسم المذيعين ثم قسم الإعداد بإذاعة الرياض، إضافة إلى عدد كبير من اللجان في دارة الملك عبدالعزيز وفي وزارة الثقافة والإعلام وفي النادي نفسه.. ولكن المشكلة، التي استعصت على الحل هي محاولة مجلس الإدارة إنهاء الأرض المخصّصة من أمانة منطقة الرياض للنادي، إذ تابعت الموضوع بنفسي من عام 1434هـ، وظهرت عوائق حالت دون إنهاء التخصيص الصريح الصادر من سمو وزير الشؤون البلدية والقروية السابق؛ ولعل مجلس الإدارة الجديد يتابع هذا الموضوع من خلال لجنة أو من خلال معقّب متخصص لإنجاز الموضوع.

ضريبة

* هل أثرت رئاستك للنادي في إنتاجك الأدبي وعملك؟

هذا مؤكد، ولكل عمل ضريبته، ولكنني لا أشعر بندم إذ حصلت في المدة، التي شرفت فيها بالعمل في النادي على مكاسب كثيرة جدا، وأهمها ممارسة العمل الإداري اليومي المختلف عن الجهات الحكومية الرسمية؛ لأن الأندية الأدبية مستقلة ماليًا وإداريًا، وكسبت معرفة عشرات الأدباء والمثقفين عن قرب، وآن لي الآن أن أرتاح قليلًا، ثم أواصل رحلة البحث العلمي الجاد الذي يتطلبه عملي في الجامعة.

مستقبل مشرق

* كيف ترى المجلس الجديد ومدى قدرته على إكمال المسيرة وتحقيق آمال الأدباء والمثقفين؟

أستطيع القول بأن اللحمة بين رؤساء النادي السابقين، وأعضاء المجلس الحاليين ومع كل أعضاء الجمعية العمومية السابقين والحاليين استثنائية وحميمية، ومن هنا فإن مجلس الإدارة الحالي أشرك عددًا من أعضاء الجمعية العمومية في اللجان وفي الفعاليات وفي التحكيم، واكتشفنا بعض الأسماء الفاعلة المتميزة المخلصة، وشجعناهم على التقدم لمجلس الإدارة، ووفق بعضهم بنيل مقعد أساس في المجلس، ونال بعضهم مقاعد احتياطية، وهناك من له فرصة في الدورة القادمة بإذن الله.

وأما الأسماء التي نالت ثقة الجمعية العمومية في الانتخابات، التي جرت يوم 20 رجب الماضي فهم من الأسماء المعروفة تقريبًا والفاعلة، بل إنها تمثل مزيجًا متجانسًا في التخصص وفي الخبرات وفي الاهتمامات، ففيهم أكاديميون (د.صالح المحمود، ود.صالح معيض الغامدي، ود.محمد القسومي، ود.هند المطيري ود.هيفاء الفريح)، وفيهم مبدعون (ليلى الأحيدب في القصة والرواية، وهند المطيري في الشعر والقصة)، وهاني الحجي (قاص وإعلامي)، وفالح العنزي (قاص وإعلامي كذلك)، وعبدالإله المالك (شاعر وإعلامي)، وعبدالرحمن الجاسر (قاص وتربوي ومهتم باكتشاف المواهب الشابة).

ومن هذه الأسماء من لها صلة وثيقة قبل الدخول للمجلس، فالدكتور محمد القسومي يرأس تحرير مجلة قوافل الصادرة عن النادي من أربع سنوات، وأسهم في التحكيم في العديد من الفعاليات، وعبدالرحمن الجاسر عمل أربع سنوات مشرفًا على منتدى الشباب الإبداعي بالنادي، وعملت الدكتورة هيفاء الفريح عضوًا في لجنة ملتقى النقد الأدبي في الدورة السادسة وفي التحكيم.

وأجدها فرصة لتقديم التهنئة الصادقة لجميع الزملاء والزميلات الذين حازوا ثقة الجمعية العمومية في النادي، وأسندت لهم مهمة إدارة النادي في السنوات الأربع المقبلة (1438ـ1442هـ)، وأخص بالتهنئة رئيس مجلس الإدارة الجديد الزميل الدكتور صالح بن عبدالعزيز المحمود، والمدير الإداري الزميل فالح بن بليخ العنزي، والمدير المالي الزميل عبدالرحمن بن إبراهيم الجاسر، وواثق كل الثقة من تحقيق عمل لافت ومتميز على يد الزملاء المنتخبين جميعًا.

حضور محدود

* كيف استطعت التغلب على ظاهرة عزوف مثقفي الرياض عن الحضور للنادي؟

عملت في النادي نحوًا من ست سنوات، وتوليت في مستهل عملي رئاسة لجنة النشاط المنبري، وتابعت مع الزملاء رؤساء اللجان تنظيم العديد من الفعاليات المختلفة وطوال العام تقريبا، مع ركود ملحوظ في شهور الصيف؛ نتيجة اشتداد الحر وسفر الكثيرين. وقد خلصت إلى نتيجة، وهي أن عدد مرتادي فعاليات المؤسسات الثقافية، وبخاصة في المدن الكبرى محدود؛ نظرًا لازدحام الطرق، وكثرة المشاغل، وتعدد الفعاليات الثقافية وازدواجيتها أحيانا إذ تقام في وقت واحد، ولاحظت أن بعض الأسماء الكبيرة تكون جاذبة وتحفّز على الحضور فنجد أن القاعة قد شغلت بالكامل أو تكاد، ولكننا لا نستطيع التنسيق والترتيب طوال العام لأسماء نوعية كبيرة، نظرًا لصعوبة التواصل معهم وكثرة التأجيل لها، إضافة إلى أن من حق الشباب وبعض الأدباء متوسطي الشهرة أن نتيح لهم الفرصة وأن نقدمهم للجمهور حتى ولو كان الحضور دون المأمول. وقد تجنبنا في كل فعالياتنا تقريبا إقامتها في أيام الخميس، وفي أيام الامتحانات، وفي الإجازات الموسمية القصيرة؛ تطلعا لنجاح الفعالية وأن تكون في وقت مناسب لمعظم المستهدفين.

تقيد باللائحة

​* رغم هذه الإنجازات المشرفة إلا أنك رفضت الترشّح لفترة رئاسية أخرى.. فلم ذلك؟

أعد لائحة الأندية الأدبية في نسختها الأولى وما تلاها خبراء في المجال الثقافي، وممارسون، ومن هنا حدّدوا المدة بأربع سنوات، ولم تتغيّر المدة مع تغيّر اللائحة، ومن هنا فهي مدة كافية لطرح كل ما لدى من يعمل من أفكار ورؤى ومبادرات، مع الأخذ في الحسبان بأن ظروف كل إنسان تختلف عن الآخر، وظروف كل منطقة تختلف عن الأخرى، ولا يمكن مقارنة من يعمل في مدن مزدحمة بمن يعمل في مدن صغيرة ومريحة، ولا تتطلب جهدًا في الدوام المسائي؛ ومن هنا فقد عانيت من زحام الطرق في الوصول للنادي بشكل شبه يومي لاجتماع، أو فعالية، وربما أهم سبب لعدم الترشّح هو قناعتي الأكيدة بأن من حق كل مثقف وأديب ومحب للأندية الأدبية ولديه القدرة والفراغ لخدمة النادي أن تتاح له الفرصة للترشّح للمجلس وضخ دماء جديدة في النادي، وهو ما حرصت عليه، وتطلعت له، وكنت أكثر المتحمسين للدورة الثانية من الانتخابات مع أنني لم أترشح لها، والهدف خدمة النادي ومستقبله ودخول أسماء جديدة للمجلس كي تضفي حراكًا وأفكارًا جديدة.. وإذا كنت قررت الخروج من مجلس الإدارة فإن عضويتي في الجمعية العمومية باقية بحول الله، وسأحرص على تجديد الاشتراك كل عام لتظل الصلة بالنادي وثيقة ومتصلة بإذن الله.

كما أود الإشارة إلى أن خروجي من النادي لا يعني انقطاعي عن المشهد الثقافي المحلي، فأنا نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الأدب العربي بمكة المكرمة، وعضو لجنة تاريخ الملك عبدالله، رحمه الله، في دارة الملك عبدالعزيز، وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وعضو لجنة المشورة في الجنادرية لهذا العام، ولدي العديد من المؤلفات قيد الإعداد والنشر بحول الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store