Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

مقال لأبي وأمِّ سافانا!!

A A
تابعَ آلافُ السعوديِّين مؤخَّرًا قصَّة المبتعث ماجد والمبتعثة ملاك في الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة، اللذَيْن نشرا غسيل زواجهما المتدهور على حبال السناب شات، ثمَّ تطلَّقا، ليظهرا معًا في قناة العربيَّة ويقولان إنَّ طلاقهما كان راقيًا وحضاريًّا، وإنَّ حياتهما كطليق وطليقة هي الآن شركة تعاونيَّة مُختصَّة بتربية ابنتهما الصغيرة سافانا التي ظهرت في كليب غنائي جميل عن الوطن!.

كلُّ هذا هو عادي بالنسبة لي، بل رائعٌ في بعضه، باستثناء نظرتهما ونظرة الجيل الحالي المُستسهِلَة كثيرًا للطلاق، والتي تُساوي بين شركته وبين شركة الزَّواج، وما كانتا كذلك، ولن تكونا كذلك إلى يوم القيامة، فالزَّواجُ في الدِّين فطرةُ الأنبياءِ المُحبَّبة إلى النفوس، ورباطٌ اجتماعيٌّ مقدَّسٌ، والطلاقُ في الدِّين عملٌ حلالٌ لكنَّه بغيضٌ، حتَّى لو أعقبه شركةٌ تعاونيَّةٌ لتربية الأبناء، قال (إيه؟) قال شركة تعاونيَّة! إنَّها شركة ذات صلاحيَّات ناقصة بل مبتورة، برأسمال يشوبه التَّنازع مهما قِيل غير ذلك، ومصيرها الإفلاس إلاَّ ما رحم ربِّي، ورحمَ اللهُ الزَّمنَ الماضي الجميل حيث كان الأزواجُ والزَّوجات يُقدِّرون الزَّواج حقَّ تقديره، ويحرصُونَ على إنجاحه بالتَّفاهم، والمعاشرة بالإحسان، وتجاوز ما يكرهُونَه في بعضهم لوجود خصالٍ أخرى يحبُّونَها، والتضحية المُتبادلة، وإنْ حصلَ نزاعٌ عالجوه بهدوءٍ بين جدران بيوتهم أو بالاستعانة بحكماء أهليهم، وليس بصخبٍ بين كاميرات السناب شات والقنوات، وأمام أعين وآذان العالم؛ ممَّا تُهتك معه الأسرار والخصوصيَّات، ولهذا دام الزَّواج بين الأقدمين حتَّى الممات، وقَبُرَ الزَّوجُ زوجتَه، أو قَبُرَت الزوجةُ زوجَهَا، على أملِ الزَّواج الأزليِّ بينهما في الحياةِ الآخِرةِ!.

نصيحتي لأبي وأمِّ سافانا: لا تغرَّنَّكما الشهرة، فهي كما جاءت بسرعة ترحلُ بسرعة، ورُبَّ إعادة بناء أسرة خيرٌ لكمَا من ملايين المشاهدين والمُعجبين والمتابعين!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store