Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله فراج الشريف

النساء شقائق الرجال

A A
لا أظن أن في العالم مجتمعًا تناقش فيه قضايا المرأة بهذا الأسلوب بين طرفين، يستهلك كلٌّ منهما كلَّ ما ظنَّ أنّه علم بشرع الله في مخاطبة الآخر بشيء من العنف القولي، وكثير من المتصارعين حول هذه القضايا -وللأسف- في الأعم الأغلب يجهل علم الشرع إلاَّ ما ندر، ولا يحسن التعبير في قضايا تمس كرامة المرأة المسلمة في هذه البلاد الطيبة الطاهرة، ولو أنَّ هؤلاء أتاحوا الفرصة للمتخصِّصين في العلوم الشرعيَّة أن يناقشوا هذه القضايا برويَّة، وعظيم اهتمام، وتقوى يخشون من خلالها ربهم، فلا يبادرون إلى قول إلاَّ بعد أن يعلموا أنّه يقينًا هو حكم الله، لاستطاع هؤلاء أن يصلوا في كل مسألة اختلف فيها هؤلاء إلى حكم الله الذي عليه الدليل الصحيح، ولنفوا عن قضايا المرأة كلَّ ما اشتهر فيها من أقوال مَن لا علم لهم بالدِّين، ولا بالدنيا، ولكنَّا فيما يظهر استمرأنا أن يتحدث في قضايا الدِّين كلُّ مَن هبَّ ودبَّ، وحينما يتحدَّث الجاهل عن علم لم يعرفه قط، ولا اطَّلع على قضاياه ومسائله، فحتمًا هو سيأتي من العجائب ما تنفر منه الأسماع والقلوب، فالجهل دومًا لا ينتج إلاَّ مزيدًا منه، وأعلم أن بعض المنتسبين إلى العلم الشرعي بسبب غلو وتشدد انتهجوه غاب عنهم الكثير من الحق، إلاَّ أني أجزم أن سائرهم لا يقول إلاَّ ما علم يقينًا أنَّه الحق، ولو ترك لهم الأمر لاستطاعوا أن يميِّزوا بين الحق والباطل في صراع لم يدخل حلبته -وللأسف- من الطرفين في الغالب إلاَّ متشدد غالٍ وجاهل شديد الجهل بعلم الدِّين، بل وأزعم بعلم الدنيا أيضًا، فاشتدَّ الصراع ولم ينتج للمرأة إلاَّ سوءًا هي في غنى عنه، ولن يصلح لها حالاً، ولن يحفظ لها حقوقًا، وليس كل ما يمس المرأة يحتاج سادتي إلى فتوى، كما هو الحال في سائر أمور الناس، ولا يحتاج إلى الفتوى إلاَّ ما استجدَّ في حياة الناس ولا يجدون له حكمًا في مأثور العلم الشرعي (قديمه، والحديث منه)، وهو الذي نزعم اليوم أنَّه لا تصلح فيه الفتوى الفرديَّة، بل الأجدى أن تكون فيه الفتوى الجماعيَّة، حينما يختار مجمعًا علميًّا شرعيًّا، لا يدخله إلاَّ مَن ثبت له العلم، وشهد له الجميع بالتفوَّق فيه، لا مجرد أن يشهد بعضنا لبعضٍ، لأنَّه على طريقتنا ورأينا، فلا يبقى من العلم إلاَّ ما ثبت بالدليل، وأمَّا مجرد القول العاري عنه، فإنَّما هو جهل، وإنْ ادَّعى صاحبه علمًا، فهل نكفُّ عن صراع لا نفع فيه للأمة؟ هو ما نرجو، والله ولي التوفيق.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store