Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كيزنة الجمارك السعودية

No Image

A A
تفرض سمات بيئة العمل -اليوم- على كافَّة المنظَّمات مهما اختلفت أنشطتها ومجالاتها، إدخال التغيير بشكل مستمر في سياساتها، وطرق تسييرها وإدارتها، وأساليب عملها وثقافتها، بما يضمن استمراريتها، وجودة خدماتها، وقدرتها على المنافسة والاستمرار. لكن يتوقف نجاح التغيير، وحصد النتائج المتوخاة منه على تقبُّل الأفراد له، ودعمه بجهودهم بدل مقاومته، والتي يقف الخوف من الوضع الجديد كأهم العوامل وراءها. وإدراكًا من علماء الإدارة فإن المقاومة ردُّ فعلٍ طبيعيّ تجاه التغيير، وإنَّها تقلُّ كلَّما تمَّ تبسيطه وتجزئته، وتمَّ تطوير فلسفة التغيير المتدرِّج، أو ما يسمِّيه اليابانيون كايزن Kaizen، وتعني باللغة اليابانية التغيير للأفضل، والكلمة مركبة من قسمين «كاي» بمعني «غيّر» أو «التغيير»، و»زان» ومعناها «الأفضل» أو «الأحسن»، وهي تعني

تغيير تدريجي ولكن مستمر.

حيث كانوا السبَّاقين في ابتكار هذه الفلسفة التي تعتمد على تقليل الهدر في الموارد والوقت والجهد الناتجة عن المقاومة، وتطبيق التغيير بخطوات صغيرة غير شاملة ومكلفة، تدفع الأفراد إلى التحرُّك للأمام بمراحل ثابتة وجزئيَّة مستمرة ومكملة لبعضها البعض، دون تحمل مشقة وعناء الهلع الذي يسببه التغيير المفاجئ، والذي غالبًا ما يؤدِّي إلى التراجع والفشل. ومصلحة الجمارك السعوديَّة كغيرها من المنظمات تتأثر ببيئة العمل الخارجيَّة، وبحتميَّة انتهاج التغيير، بل إنَّ حساسيَّة دورها كخط الدفاع الأول عن الوطن تتطلَّب منها مسايرة التطوُّر الإداري والتكنولوجي على قدم وساق. ولم يخف عن قيادتنا الرشيدة أهميَّة ذلك، حيث مكنت القائمين على إدارة مصلحة الجمارك ممثلة في الأستاذ أحمد عبدالعزيزالحقباني، واستجابة لخطط التنمية التي حرصت قيادتنا عليها، وعلى مسايرة قطار التنمية برؤية ثاقبة وفكر متميز، من أن تدخل تغييرات عميقة ومستمرة على الأداء الجمركي، عن طريق تطوير المهارات الجمركيَّة، وتبسيط وحوكمة الإجراءات وتسريعها وزيادة فعاليتها، إضافة إلى الرفع من كفاءة البُنية التحتيَّة القائمة على الابتكار، ومتابعة أحدث مستجدات عصر التكنولوجيا الرقميَّة لتوفير الجهد والوقت، مع إحكام الرقابة للحفاظ على الأمن المستتب الذي تنعم به دولتنا العظيمة. ولا يغيب عن أذهان القائمين في إدارة الجمارك تطوير الأداء الجمركي، والاستثمار في العنصر البشري كمفتاح للنجاح في تحقيق الأهداف المرسومة، وبلوغ الرؤية المنشودة. حيث تمَّ تحديث الهيكل التنظيمي باستحداث إدارة للموارد البشريَّة، وتنظيم الدورات التدريبيَّة، وورش العمل التي تغطي أهم احتياحات الموظفين على اختلاف مسؤوليَّاتهم ومستوياتهم الإداريَّة، واستغلال الطاقات الشابَّة، وتمكينها وفتح المجال أمامها لتبدع وتكتشف مكامن القوة فيها، وتتمكن من تسخيرها رغبة في توحيد الجهود لإحداث نقلة نوعية وتغيير ناجح. والمتأمل في خطط التغيير المستهدفة للأداء الجمركي يرى نضج قيادة مصلحة الجمارك تتجلَّى بوضوح في التماس الاستمراريَّة والتجزئة في التغيير تطبيقًا لإستراتيجيَّة الكايزن، وإدراكًا لقوة الجهود إذا توحَّدت من طرف الإدارة والموظَّفين

في تحقيق ما تصبو إليه عمليَّة التغيير.

وكيزنة الجمارك ما هي إلاَّ نهر يصب في وادي تحقيق العمل الجبَّار لتطوير جهاز الجمارك، لتطبيق التحوُّل الوطني 2020، والذي يهدف إلى بناء القدرات والإمكانات اللازمة لتحقيق الأهداف الطموحة لرؤية السعوديَّة 2030، والتي انعكس وهجها النابع من سداد رأي وفكرة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله ورعاه- على كافة أنشطة ومجالات وأنظمة المملكة في مبادئها، وهدفها، ورسالتها، وعمقها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store