Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سعيد محمد بن زقر

القمة الإسلامية الأمريكية والخصخصة

A A
يجب التنويه بانعقاد القمة الإسلامية الأمريكية بالرياض وبنجاح المملكة في تهيئة ظروفها وتوفيقها لتجمع بين ثلاث منظمات في مكان واحد ،فهذه القمة تضم قمة لمنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي وهذا هو دور المملكة المأمول وربما قدرها فهي حامية المقدسات وقبلة المسلمين.

ومن المهم أن تكون النتائج بقدر الآمال والتطلعات وأن تكون كل الملفات حاضرة وأن تتضافر الجهود لإنجاح توصيات القمة مع الشريك الأمريكي .

ومن الملفات التي تستحق العناية والأولوية والمعالجة ما يتصل بالمتشابك في العلاقات مع الولايات المتحدة فلابد من التأكيد بأن الإسلام منذ نزول الرسالة المحمدية جاء ليعّمم السلام على الأرض ،، وأي ظواهر جديدة عليه هي دخيلة على جوهره وأصله ومقاصده وتاريخه الذي عرف به وخلده.

ومن المحاور المهمة لهذه القمة الاقتصاد فلابد من إقناع دول المنطقة بتبني خطط تنموية ذات جدوى وتمول بإصدار صكوك (إسلامية) مع تشجيع التجارة البينية وتشجيع التبادل مع السوق الأمريكي ويجب أن تحفز أمريكا مجموعة الدول الاسلامية وتمنح منتوجاتها بعض الأفضلية وأن ينهض البنك الاسلامي بجدة بالدور الأكبر في الجانب التنموي والتجارة البينية وأما توجهات بعض دول المجموعة بشأن خصخصة كل ما يمكن خصخصته أو الاستعانة بمستشارين لا يدركون عن المنطقة إلا اقتراح تجارب غربية وأمريكية فإن هذا الرهان لن يجلب تنمية للعالم الاسلامي ،، لأن الخصخصة في الغرب نفسه كانت ناتجاً وليس هدفاً وقد نتجت من تكوين الدولة الغربية الحديثة لأجهزة دعم اجتماعي قوي استندت لمؤسسات عامة وخاصة وقضائية قوية مما هيّأ البيئة للنمو والتمدد في القطاع الخاص وظلت الدول الغربية تدعم قطاع الاعمال وتشد من أزره حتى شب عن الطوق وما نشاهده اليوم من قطاع خاص عابر للحدود شاهد على هذا الاستنتاج . فالخصخصة ليست حلاً لما تعاني منه المنطقة من تخلف تنموي ،فهي ثرية بالموارد الطبيعية والهيدروكربونية والمعدنية وحيث إننا في عصر مختلف هو عصر الأمم المتحدة ضد الفقر والتخلف التنموي ،، ولهذا فإن المتطلع إليه قيام شراكة اقتصادية حقيقية بين الولايات المتحدة والدول الاسلامية ،ومن جهة أخرى لابد أن ترفع دول السوق الإسلامية حجم التبادل التجاري فيما بينها فهي سوق كبيرة وواعدة بالخير ومجدية اقتصادياً واستثمارياً وبها مليار ونصف مليار نسمة فضلاً عن توفر موارد هائلة اذا استغلت يمكن أن تقود لشراكة حقيقية كَسبيَّة مع أي دولة ، بدلاً من علاقات اقتصادية غير متكافئة لا تغذي إلا الاستجداء والديون والتهم ونظريات المؤامرة والتخلف التنموي وعدم الاستقرار .

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store