Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن سعد العرابي

بدأت الحفلة

A A
يظن البعض بأنه مع انتهاء الحملات الانتخابية وإعلان المرشح الفائز بالرئاسة فى إيران يوم الجمعة الماضية انتهت الحفلة بكل صخبها وضجيجها وما شهدته أيامها من اتهامات متبادلة بين المرشحين وخاصة من يُسمون أنفسهم الإصلاحيين ومناظريهم المحافظين. غير أن التاريخ القريب يعلمنا أن هذا ليس سوى بدء لحفلة كبيرة قادمة ،فلم تكن الحملات الانتخابية سوى طريق ووسيلة لما هو أهم وأكبر..

إعلان التلفزيون الإيراني الرسمي إعادة انتخاب الرئيس حسن روحاني لولاية ثانية وإعلان لجنة الانتخابات فوزه بأكثر من (22) مليون صوت ،لا يعني أبداً تغييراً في السياسة الإيرانية الخارجية أو أي بادرة لتغيير الفكر الفارسي المتعنصر تجاه الآخرين.

فطوال زمن الحملة تسابق المرشحون فى الترويج لأفكارهم وبرامجهم المستقبلية وظن كثيرون أنها تختلف عن بعضها البعض ،لكن عند التدقيق يتضح أنهم جميعاً مشتركون فى أحد أهم أجنداتهم ألا وهى التوسع على حساب جيرانهم العرب ،والسعى الى فرض هيمنتهم على محيطهم الإقليمي لأنهم جميعاً يؤمنون بأن عرقهم الفارسي متفوق على الآخرين خصوصاً العرب.ولو تمعنَّا جيداً فى تاريخ إيران الملالي لوجدنا بكل وضوح نبرة واحدة سادت طوال عمر زمن هذا النظام .فإلى يومنا هذا وبعد مرورأكثر من ثلاثة عقود على انتفاضة الخميني لا زال الملالي وقادة إيران يسمونها الثورة الإيرانية ،وهو ما يعني أن أهدافهم الحقيقة لم تتحقق بعد وأنهم فى استمرارية مسيرة ثورة حتى ذلك الحين.هذا إضافة الى أن أول وأحد أهم بنود الدستور الإيراني الحالي يؤكد مذهبية الدولة وعقليتها التوسعية تحت ستار (الأممية) وغطاء (نصرة المظلومين ) ،وأن ذلك كله تحت رعاية ومراقبة وتوجيه المرشد الأعلى أية الله علي خامنئي.

يمكن أن كثيرين شرقاً وغرباً صدَّقوا المسرحية التى يبدع فى إعدادها وإخراجها نظام الملالي بديمقراطية نظامهم وأحد مشاهده الإنتخابات ،لكن هذا لا يمكن أن ينفي حقيقة أن الأفعال على الأرض هى المعيار الحقيقي والصادق لما يمكن أن يقبل به جوار إيران ، فالعرب اكتووا ولازالوا بتدخل نظام الملالى فى بلدانهم وسعيهم إلى تغيير أنظمتهم بما يتوافق مع مصالح الملالي وهو ما يجعل إقامة حوار مشترك بين الاثنين من المستحيلات ،وعليه فإن كان الإيرانيون جادين بالفعل فى العيش بسلام فى محيط يسوده أمن عام فعليهم التخلى كلية عن أوهامهم الفارسية ورفع أيديهم نهائياً عن التدخل فى شؤون البلدان العربية وينكفئوا على حل مشاكلهم الداخلية بتحسين أحوال الشعب والابتعاد كلية عن رعاية الإرهاب خاصة بعد ما سوف تتمخض عنه قمم الرياض الثلاث.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store