Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد علي الزهراني

رسالة إلى أمير الباحة

A A
من حسن حظ الباحة أنها حظيت بأمير عاش طوال سنينه الماضية رجل أعمال ناجحاً وخبيراً صناعياً متمرساً .الأمر الذي حفزني لمخاطبة سموكم حول تجارب المنطقة المريرة مع الاستثمارات المشلولة. وما سأتحدث عنه هنا لا يحتاج إلى لجنة رفيعة المستوى ولا يعد من باب الإثارة وخلط المفاهيم ولكنها حقائق ماثلة للعيان ،أجزم أن سموكم قادر على حلها

ياسمو الأمير : تعودنا أن نسمع عن الفساد والإهمال والتعثر في مشاريع القطاع العام إلَّا في الباحة فقد امتدت أيادي الفاسدين بجرأة في وضح النهار إلى شركات ومشاريع إستراتيجية تنموية ثم اختفى هؤلاء ،وقُيِّدت جرائمهم ضد مجهول ،وساءت على إثرها سمعة الباحة استثمارياً.

- قبل ربع قرن أُعلِن عن تأسيس شركة الباحة للاستثمار بهدف تنمية المنطقة سياحياً وصناعياً بـ 150 مليون ريال ، وفجأة توقفت واختفت مشاريعها !!.

- ذات مساء احتفلنا بتدشين أول وأكبر وأضخم مصنع للجلود ، قيل في حفل الافتتاح أن الشركات الأوروبية المتخصصة في بيع الماركات العالمية من أحذية وحقائب نسائية يتهافتون على شراء منتجات المصنع ،وأن جميلات العالم سيكنَّ على موعد مع أحدث الموديلات من جلود الباحة !، لكنه تحوَّل إلى ( مدبغة ) ولم نرَ الحقائب ولا الأحذية إلى يومنا هذا !! .

- في ذات العام احتفلنا بتدشين أكبر مصنع لإنتاج الجرانيت وأوهمنا القائمون عليه بأن مشاريع توسعة الحرمين والقصور الرسمية تتسابق للحصول على منتجات المصنع . واكتشفنا بعد عدة أشهر أن المصنع أُقيم على الورق وأن رأس ماله : ( شيول وقلاب ) !.

- في صباح جميل صدرت الموافقة على منح قطعة أرض في غابة شهبه ،لتقام عليها أكبر وأجمل قرية سياحية في الشرق الأوسط ، ولم نلبث إلا شهوراً ليتحول المشروع إلى قاعة أفراح ثم إلى مدرسة !!.

- ذات مساء تزاحم السكان لحضور حفل افتتاح مشروع الحلم ( تلفريك القمع ) جنوب بلجرشي وأُعلن حينها أن المنطقة ستشهد من تلك الساعة نقلة نوعية في الخدمات السياحية ومع ذلك لم تدم الفرحة حتى تم إغلاقه ولازال!! ومن ذلك اليوم ومفهوم السياحة لايتجاوز في نظر البعض( عرضة وعرعرة ) رغم الفرص والتحولات . واكتشفنا أن طموح بعض المسؤولين لايتعدى افتتاح فرع لمطاعم البروست وكبسة الحاشي وذهبت وعود النقلة أدراج الرياح!.

- ياسمو الأمير : الباحة هي المنطقة الوحيدة التي لايوجد بها حتى الآن فندق من فئة خمسة وأربعة نجوم ، فقد طال الفساد والإهمال مشروع فندق التعليم العالي الذي بُدئ في تنفيذه منذ خمس سنوات ولاحقه النحس وتوقف لأسباب مجهولة.

- منذ أكثر من ثلاثين عاماً منحت الدولة قرضاً لإنشاء مستشفى خاص بالمنطقة وقبض الشركاء كامل القرض ولم ينفذ المشروع . رغم أن المنطقة لايوجد بها حتى الآن أي مستشفى أهلي يستقبل حاملي بطاقات التأمين الطبي من موظفي القطاع الخاص!

- في عام 1426هـ صدرت الموافقة السامية على تأسيس ثلاث شركات للأسمنت في الباحة وحائل والجوف على أن يخصص 50% من أسهمها لأبناء المنطقة ،رغبة من ولي الأمر في تنمية تلك المناطق ودعم الاستثمار بها ، ومن المفارقات أن شركتي الجوف وحائل بدأتا الإنتاج وصرف الأرباح منذ ست سنوات ، أما شركة إسمنت الباحة فقد ضاع دمها بين القبائل !!.

ياطويل العمر: شباب المنطقة بحاجة ماسة إلى وظائف توقف هجرتهم إلى المناطق الأخرى ،ولن يأتي ذلك إلا بمشاريع عملاقة كالمصانع والشركات الكبرى . لكن السمعة السيئة التي ورَّثها العابثون بالشركات والعراقيل التي كان يجدها المستثمرون من بعض مسؤولي المنطقة أدت إلى عزوف المستثمرين وغياب رجال أعمال المنطقة عن المساهمة في المشاريع الكبيرة من مبدأ : (المؤمن لايُلدغ من جحر مرتين) .

- مناشدتي الأخيرة لسموكم : أن تبادروا بإيقاف حفلات العزائم والولائم فما نسمعه عن استعدادات الأعيان والوجهاء والمشائخ لحفلات الصيف يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفاً من انقراض الثروة الحيوانية .فلا زالت الخرفان والقعدان والحسلان صمام أمننا الغذائي بالمنطقة .. ولسموكم تحياتي وتقديري .

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store