Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

زيارة ترامب .. الإعداد حجر الزاوية

A A
تأتي زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة بداية بالمملكة العربية السعودية كأول محطة لزيارة يقوم بها منذ توليه إدارة البيت الأبيض. وسبق الزيارة اهتمام خاص من كل دوائر صناعة القرار في أمريكا والشرق الأوسط،

وأوربا ليست بعيدة عن المتابعة والاهتمام بما قد ينتج عن الزيارة.

التطلعات والآمال والمحاذير في قمة الاهتمام العالمي والمحلي بالزيارة خاصة وأن المنطقة من أقصاها إلى أقصاها تعج بالاضطرابات والفتن ،وقوى الشر مجندة لتوظيف أي إخفاق للتموضع في أي موقع يتيح لها المجال لمواصلة العبث الذي تمارسه.

وزيارة ترامب يتوقع منها نتائج في كل الملفات وعلى

وجه الخصوص الشأن الإيراني والقضية الفلسطينية.

إيران مرت بانتخابات حتى ولو كانت شكلية فلن تغير من قناعات الملالي الذين يحكمون مخططاتها ونظرتهم لتصرفاتها في المنطقة إلا أن إعادة انتخاب روحاني ستكون مؤشراً لتوجهات إيران المستقبلية وكيفية تعاملها مع القضايا المتورطة فيها وعلى رأسها اليمن وسوريا والتهديدات المستمرة لدول الجوار.

فيما يخص إسرائيل فمن غير المتوقع أن يحصل أي تغيير جوهري في حل ذلك الصراع الذي هو أساس كل المشاكل في منطقة الشرق الأوسط ،منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وأمريكا انفردت بالتعامل مع ذلك الملف ولم تنصف الفلسطينيين بموقف عادل خلال تلك العقود إلا أنها شجعت وحمت الكيان الصهيوني وأعطت إيران فرصة للمزايدة على القضية وصرف الأنظار عن قضية العرب الكبرى ونتج عن كل ذلك بمجمله ظاهرة الإرهاب الذي أصبح أكبر مصدر للقلق الأمني في كل العالم.

عودة أمريكا لتحسين العلاقات مع المملكة تنطلق من الواقع الملموس بأن السعودية لاعب دولي لديه ما يقدمه للعالم

وليس عالة على الاقتصاد أو السياسة الدولية.

خدمة الحرمين الشريفين بمفردها تشكل عملاً جباراً تضطلع به لخدمة بليون ونصف بليون مسلم من سكان العالم وبأقل قدر من التكلفة على الحجاج والمعتمرين برغم تكلفة الشؤون الأمنية التي تفرضها معطيات الأمر الواقع.

جدول زيارة الرئيس ترامب يضم ثلاثة مؤتمرات في آن واحد ،قمة سعودية أمريكية وأخرى خليجية أمريكية ،وثالثة عربية إسلامية أمريكية. فهل أتى الوفد الأمريكي المصاحب للرئيس ترامب مستعدًا لإعطاء هذه القمم حقها من العناية والحلول المرتقبة؟.

المملكة مهدت الأرضية للعمل على إنجاح الزيارة ولكن

العبء الأكبر يقع على قدرة تقبل الطرف الأمريكي لما هو موجود على أجندة تلك الاجتماعات الحساسة في ظل الزخم الإعلامي الذي يحيط بالزيارة الأولى لترامب خارج أمريكا منذ فوزه في الانتخابات؟.

إسرائيل المحطة الثانية للزيارة ،فهل تكون مجرد زيارة بروتوكولية مثقلة بالذي يحصل داخل أمريكا أم إنها ستُنتج مفاجأة جديدة تركز على أهم موضوع شائك يواجه الأمة العربية منذ زمن طويل؟

الآمال والتطلعات والمحاذير كبيرة ولكن الظروف الدولية تتطلب من أمريكا التحرك السريع لحماية مصالحها في المنطقة من خلال الاعتماد على أقوى حليف لها في المنطقة .. المملكة العربية السعودية.. ويبقى الإعداد الجيد من قبل الطرفين حجر الزاوية لإنجاح الزيارة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store