Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

طرد الملل باستشراف الأمل

الحبر الأصفر

A A
المُمَاطَلَةُ دَاءٌ يُصيبُ الإنسَانَ، فيُشتِّت ذِهنه، ويَجعَل أَعمَاله تَتأخَّر، ويَقلبُ سلَّم الأَولويَّات عِنده؛ مِن الأَلَف إلَى اليَاء..!

وهُنَا، لَن أَتحدَّث طَويلاً عَن المُمَاطلة وأَضرَارها، وكَيف تَحدُث؟؛ لأنَّ لكُلٍّ مِنَّا تَجاربه فِي هَذا الخصُوص، ولَكن سأُحاول أَنْ أَكتُب سَطريْن؛ أُلخِّص فِيهما أَبرَز حلُول المُمَاطلة، ممَّا عَثرتُ عَليه فِي بطُون الكُتب..!

مِن المَعروف أَنَّ المُمَاطلة؛ هي نَتيجة عَدم الرَّغبَة فِي تَنفيذ العَمَل، لذَلك يَجب أَوَّلاً إعَادة تَفعيل الرَّغبَة، ويَأتي ذَلك مِن خِلال تَقسيم العَمَل، وتَحويله إلَى أَجزاءٍ، لتَسهيل المُهمَّة، بحَيثُ يَكون أَي تَقدُّم فِي العَمَل، يُشعر الإنسَان بالارتيَاح والتَّحسُّن..!

ثَانيًا: التَّأكيد عَلى أَنَّ كُل إنسَان؛ قَد يَمرُّ عَليه وَقتٌ وهو يُمارس أَعمَالاً لَا يُحبُّها، لذَلك لَيس شَرطًا دَائِمًا؛ أَنْ تُمَارس العَمَل الذي تُحبُّه..!

ثَالثًا: يَجب عَلى كُلِّ مُمَاطل؛ أَنْ يُبادر بإنجَاز عَمله، ويَبدَأ بالأصعَب، لأنَّ البِدَايَة بالأصعَب، تَجعل الإنسَان يَشعر بالتَّحسُّن، ويَنطلَق لإتمَام العَمَل تِلقَائيًّا، وفِي هَذا يَقول أَهل البَادية: «الكَلِمَة التي تَستحي مِنهَا ابدَأ بِهَا»، ويَقول الكَاتِب السَّاخر «مارك توين»: «إذَا فُرض عَليك أَنْ تَأكل ضُفدعًا، فابدَأ بذَلك صَبَاحًا، حَتَّى تَستَمتع ببَقيَّة يَومك»..!

رَابِعًا: عَلى المُمَاطل أَنْ يَستَشعر ويَتذكَّر المُتعَة، التي سيَحصل عَليهَا بَعد انتهَاء العَمَل، وهَذا الاستشعَار سيَجعله يَتشجَّع لإنجَاز عَمله..!

خَامِسًا: مِن الجيَّد أَنْ لَا يَربط الإنسَان بَين أَدَاء العَمَل، وتَحسُّن المَزَاج، بَل يَجب عَليه أَنْ يَعمَل وهو في كُلِّ حَالَاته المَزاجيَّة، لأنَّه لَو مَاطَل فِي أَدَاء العَمَل؛ بحجَّة أَنَّه لَيس لَديه مَزاج، فلَن يُنجز عَمله، لذَلك عَليه بَذل الجُهد، وإنهَاء العَمَل، حَتَّى ولَو بنِصفِ مَزَاج..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي أَنْ أَذكُر قِصَة اختَرعتُها، حِين كُنتُ أَدرس الدُّكتورَاة، وأُصَاب بالمَلَل الذي يُؤدِّي إلَى المُمَاطَلَة، حَيثُ عَالجتُ نَفسي باستحضَار واستدعَاء يَوم التَّخرُّج، والتَّواصُل مَع تِلك اللَّحظَة نَفسيًّا، ثُمَّ عَلّقتُ أَمَامي صُورتي، وأَنَا مُرتدٍّ زِيَّ التَّخرُّج، لأنظُر إليهَا كُلَّما شَعرتُ بمَللٍ أَو كَسلٍ، وبإيحَاء مِن تِلك الأفكَار وهَذه الصُّورَة، وَاصلتُ المَسيرَة حَتَّى تَخرَّجتُ..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store