Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

سلمان: يؤكد الحزم.. ويزرع الأمل

ضمير متكلم

A A
* المملكة العربيَّة السعوديَّة كانت -ولا زالت- تُمثِّلُ في نهجها ومعتقدها (الإسلام الوسطي المعتدل المتسامح)، البعيد عن المذهبيَّة، أو المُحَاصَصَة العِرْقِيَّة أو الطائفيَّة.

* (المملكة) -التي رغم أنَّها تدعم القضايا العربيَّة والإسلاميَّة العادلة-، إلاَّ أنَّها في سياساتها الخارجيَّة لها عقيدة راسخة، هي الهدوء، وضبط النفس في علاقاتها مع مختلف الدّول، وفي إدارتها لكافَّة الملفات الساخنة، ودائمًا ما تنأى بنفسها عن التدخل في شؤون الآخرين.

* (السعودية) أمام التجاوزات والأطماع الإيرانيَّة في المنطقة مارست السياسة نفسها، بحثًا عن السِّلْم وحُسْن الجوار؛ ولكن لأنَّ (نظام إيران الثَّوري) تجاوز كل الحدود، واتَّكأ على الأعمال الإجراميَّة والجماعات والمليشيات الإرهابيَّة في تحقيق أغراضه؛ فقد فَاض الغيض بالمملكة -كما أكَّد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمته أمام القمَّة العربيَّة الإسلاميَّة الأمريكيَّة قبل أمسِ الثلاثاء، لِتقِف بعزمٍ وحَزمٍ أمام تلك الممارسات العدوانيَّة الإيرانيَّة.

* فَعَلَتْ ذلك عسكريًّا بقيادتها للتحالف الإسلامي لإنقاذ اليمن، بدعوةٍ من حكومته الشرعيَّة، وها هي تتصدَّى للإرهاب الإيراني سياسيًّا ببيان قِمَة الرياض التي فضح بوضوح وبلغةٍ فصيحةٍ صريحةٍ (حكومة الملالي في إيران)، وأقصاها من المشهد، وجمع الدول الإسلاميَّة مع الولايات المتحدة الأمريكيَّة لمواجهتها.

* ومن جانب آخر أرى أن (كلمة خادم الحرمين الشريفين) التي ألقاها مساء الأحد في افتتاح قمة الرياض التاريخيَّة بين العالم الإسلامي وأمريكا تمثل وثيقة وخارطة طريق للتأكيد على سماحة الإسلام، وقدرته على التعايش مع مختلف الديانات والثقافات، كما أنّ فيها القول الفصل في مواجهة الإرهاب والتطرُّف أيًّا كان مصدره عسكريًّا، وقبل ذلك فكريًّا، وثقافيًّا وتنمويًّا لتجفيف منابعه.

* كلمة الملك سلمان (تلك) كانت نابضة بالصدق، وهي تدعو هذا العَالَم للمساهمة والشراكة في إعمار الأرض، والوصول بها لمحطة السلام والأمن والعيش الرغيد بعيدًا عن الحروب والتطرُّف الذي يفرز الشعوب والدول على أساس ديني أو طائفي؛ لزراعة الكراهية والصراعات الدينيَّة والمذهبيَّة.

* أخيرًا في الأرض شعوب بائسة التهمتها الصراعات، والجوع والأمراض والجهل، تبحث عن نافذة أمل وطوق نجاة؛ فما نتمنَّاه أن تتحول نداءات (خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان)، وما حملته (قِمَّة الرياض) من مبادرات إلى برامج تنفيذية تساهم فيها مختلف الدول والمؤسسات الدينيَّة والثقافيَّة والسياسيَّة؛ لصناعة عَالَم جديد مستقر وآمن، يقبل الآخَر، ويؤمن بالتعايش.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store