Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

ليه ماغطت شعرها؟!

A A
بالرغم من أهمية زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية أعرق وأعظم دولة إسلامية، ولتكون محطة جولته الأولى إلى العالم، وعلى الرغم من مؤتمرات القمة الخليجية العربية الإسلامية الأمريكية واجتماع قادة وممثلي « 55 « دولة في الرياض، وما ترتب عليه من استعدادات وتحضيرات، والنجاح الذي حصدته السعودية خلال يومي زيارة ترامب إلا أن العالم انشغل بشعر « ميلانيا « زوجة ترامب و» ايفانكا « ابنته، مع أنهما احترمتا الثقافة السعودية فظهرتا بأزياء طويلة ساترة، بينما كثير من زوجات الرؤساء أو الوزيرات والمسؤولات قَدِمن إلى المملكة في زيارات رسمية حاسرات الرأس إلا أن الأمر لم يستوقف العالم ،لينتقد السعودية التي استقبلت ضيفاتها بما يليق بواجب الضيف ومسؤولية المضيف، ولم يوجه النقد لهن، لكن بمجرد ظهور ميلانيا حاسرة الرأس وظهور « إيفانكا « تحتسي القهوة في المجلس، رغم زيهما الساتر بدأ العالم داخلياً وخارجياً ينشغل برأسيهما، ربما لأنهم دققوا النظر في وجهيهما كثيراً، دعوني لا أخوض في نوايا النفوس المريضة على رأي عادل إمام « دع الخلق للخالق» ومع ذلك لم أجد تفسيراً لهذا اللغط حول أمر لا يحدث لأول مرة على المستوى الرسمي، وعلى المستوى الشعبي بعض السعوديات لا يتمسكن بغطاء الشعر، والبعض يعتبره عادة اجتماعية أكثر من كونه أمراً دينياً، لذلك يتخلين عنه بمجرد دخول الطائرة المغادرة لموطنهن، فلماذا نلزم به من لا تنتمي للدين الإسلامي أو عادات مجتمعنا السعودي، كما أن مشاركتهما في الفعاليات المختلفة أمر يتسق مع الانفتاح الذي يحدث رويداً رويداً في مجتمعنا الذي بدأ يفسح المجال لأنساق ثقافية فتية تتماشى مع جهود الدولة في خطط التقدم والتطور ورؤية 2030 ومنها مشاركة المرأة التي أصبحت واقعاً مقدراً ومحترماً في كافة المجالات.

صحيح لازال هناك الكثير بالنسبة للمرأة لكن الخطوات البطيئة المدروسة آمن ثقافياً واجتماعياً، وأعتقد أن مرافقة وزير التعليم الدكتور العيسى لزوجة الرئيس الأمريكي « ميلانيا « في إحدى مدارس الرياض، يؤكد أن سياسة الدولة بالنسبة لمشاركة المرأة والتدرج في كل القضايا التي تخصها نجحت في الوصول إلى هذا المستوى من المواءمة بين ثقافة سعودية عميقة وعريقة وثقافة أمريكية متقدمة ومنفتحة.

أقول على الرغم من كل الزخم السياسي والاقتصادي والثقافي لزيارة رئيس أكبر وأقوى دولة في العالم، لأكبر وأقوى دولة عربية إسلامية إلا أن نظرة البعض تشبه « اللي ما لقى في الورد عيب قال أحمر الخدين « أو « كل واحد يرى الناس بعين قلبه « لا طبعه كما يقول المثل الشعبي، لأن القلوب هي موطن الحب والكُره والحسد والغيرة والفرح والسعادة كما اعتدنا أن نحمل القلب كل آثام وذنوب النفوس والعقول والحواس والمشاعر، حتى العين كما قال الإمام الشافعي « وعين الرضا عن كل عيب كليلة ..... ولكن عين السخط تبدي المساويا» ..عيون ابتهجت بنتائج الزيارة وما حققته السعودية كدولة كبرى تمكنت من الاستعداد والتنظيم لزيارة مهمة تاريخياً وسياسياً، اقتصادياً وثقافياً، وعقد مؤتمرات قمة على المستوى الخليجي العربي الاسلامي والأمريكي، خلال يومين فقط السبت والأحد 20،21 مايو 2017م، أما عين الحسود والحاقد فأصابها العمى فلم تر، غير حقدها الأسود، خصوصاً إيران جاءت النتائج على غير ما تشتهي بل أغرقت سفنها في بحر حقدها الأسود وميليشياتها التي زرعتها في عالمنا العربي حتى أصبحت بؤراً للدمار والخراب حان وقت اجتثاثها بهذا التجمع الخليجي العربي الإسلامي الأمريكي بعد أن فرحت قليلاً بالاتفاق النووي الذي وقعته في نهاية عصر أوباما الرئيس الأمريكي السابق لكنها فرحة ماتمت.

أخيراً أقول: التقليل والترهيب من زيارة ترامب للسعودية إعلامياً لم يحصد غير الخذلان، وتأكدوا من هذه اللحمة التي تجمع بين الشعب والقيادة، فعمدوا إلى العزف على نغمةٍ لم تعد تطرب، بل أصبحت نشازاً في سيمفونية الوعي الجمعي للمجتمع السعودي، الذي انفتح على العالم بصورة لا زالت غير مكتملة في عقولهم القاصرة عن الفهم وتتبع آثار خطوات التقدم والانفتاح ليدركوا أن السعودية لا تفرض على ضيوفها ما لا تقبله على نفسها، كيف تلزم ضيوفها بزي لا يوافق ثقافتهم وترفض إلزام أي دولة لمواطناتها خلع حجابهن أو نقابهن، وبعضهن تسافرن بعباءتها!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store