Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
مازن عبدالرزاق بليلة

الفاشلون الأشرار

للحوار بقية

A A
جاء تفجير مانشستر بعد 24 ساعة من إعلان قيام مركز (اعتدال) لمكافحة التطرُّف ومراقبة التمويل الإرهابي عبر العالم، ممَّا يدل أنَّ مكافحة الإرهاب تسير في حقل مثقل بالألغام المزروعة، ويجب أن يسلك طريقه بدون تراخٍ، ولكن بدقة، وحذر.

استنكر كل زعماء العالم، تفجيرات مانشستر، لسببين: الأول: أن مانشستر مدينة مسالمة، ولا نعرف عنها سوى ناديها لكرة القدم العريق، والذي حقق الكثير من البطولات العالميَّة، ونعرف عن جامعاتها التي تضم الكثير من المبتعثين من خارج بريطانيا.

والسبب الثاني: أنَّ المذبحة كانت كبيرة، وعميقة، ومؤلمة، وفيها عوائل وأطفال، وفيها كل الظروف والمعطيات التي تجعل منها واحدةً من أكثر المذابح المنافية للإنسانيَّة والرحمة.

هناك سبب ثالث لاستنكارهم، ولكنَّه قد يكون ثانويًّا، وهو عدم الكشف عن هويَّة الجاني، الذي قام بالمذبحة، بتفجير نفسه معهم، وطمس بذلك معالم هويَّته، ولا يُعرَف كيف استطاع أن يتسلَّل للجموع، وهو يحمل هذا الكم الهائل من المتفجرات، إلاَّ أنَّ رئيسة الوزراء البريطانيَّة صرَّحت بعد الحادث بأنَّها على علم بهويَّة الجاني، ولكنَّها لن تعلن عنه الآن.

هناك سبب رابع، ولكنَّه أقل أهميَّة، وهو بدون شك مزعج، ومثير للقلق، ويؤكِّد أنَّ جهود مكافحة الإرهاب في محلها الصحيح، وهو إعلان داعش مسؤوليتها عن التفجير، والتوعُّد بالجديد المثير لاحقًا، وهو يكشف حماقة هؤلاء القوم ومَن ينتسب لهم؛ لأنَّ الفعل البشع يتجرَّد من كلِّ معاني الإنسانيَّة، وتتبرأ منه كل الأديان، ولا يمتُّ للإسلام، ولا لرحمة الإسلام، وعدله من باب.

الإرهاب لا دين له، وهو كما وصفهم دونالد ترامب عند استنكاره للحادث الأليم عندما قال: إنَّهم شلة من الفاشلين الأشرار، ولم يُغيِّر فكرته ولا تصريحاته التي قالها عن العالم الإسلامي، وعن المسلمين بالرياض، (ذبح الأبرياء باسم الدِّين إهانة لكل الأديان).

#

القيادة_نتائج_لا_تصريحات

الأيَّامُ التي تكونُ فيهَا الأقلَّ سعادةً، هي الأيَّامُ التي تكونُ فيها الأكثرَ تعلُّمًا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store