Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

الخلاصةُ أن لكُلِّ مِنَّا ثغراتٍ خاصَّة

الحبر الأصفر

A A
بَين فَترةٍ وأُخرَى، أَستَعرضُ كِتَابًا يَصلح لأنْ يَكون مَادةً للتَّغريد، بمَعنَى أَنَّ طُلَّاب «تويتر»؛ مِن المُمكنِ أَنْ يَستَفيدُوا مِنه فِي صِيَاغةِ العِبَارَات، وتَعلُّم كِتَابةِ الجُمَل المكبْسلة، أَو كَمَا يُسمّونه «hypertext»

، أَو النَّص المَضغوط..!

ومُنذ فَترةٍ، وَقع فِي يَدي كِتَاب بَديع للشَّاعِر «إميل سيوران»، تَحت عِنوَان: «الميَاه كُلُّها بلَونِ الغَرق»، وهو كِتَابٌ طُبع قَبل عِشرين سَنَة.. ومِن النَّماذج

التي تَصلح فِي هَذا الكِتَاب للتَّغريد، مَا يَلي:

يَقول «إميل»: (عَلَى المُتشَائم أَنْ يَختَرع كُلَّ يَوم؛ أَسبَابًا أُخرَى للاستمرَار فِي

الوجُود.. إنَّه ضَحيَّة مِن ضَحَايَا «مَعنَى» الحيَاة)..!

ويَقول أَيضًا: (العَقْلُ هو المُستَفيدُ الكَبيرُ مِن هَزَائِم الجَسَد، يُثرَى عَلى حِسَابه، يَسلبه،

يُهلِّل لمَآسيه، يَعيش عَلى اللُّصوصيَّة.. الحَضَارَة مَدينَةٌ بنَجاحِهَا لقَاطعِ طَريقٍ)..!

أكثَر مِن ذَلك يَقول إميل: (الغمُوض: كَلِمَة نَستعملهَا لخِدَاع الآخرين،

لإيهَامهم بأنَّنا أَكثَر عُمقًا مِنهم)..!

ومِن أَقوَاله أَيضًا: (تُوجعني كُلُّ كَلِمَة، ومَع ذَلك كَم يَستلذُّ لِي أَنْ أنْصت إلَى الزّهور،

تُثَرثِر حَول المَوت)..!

ومِن تَغريداته قَوله: (مِن السَّهل أَنْ يَكون المَرء عَميقًا، يَكفي أَنْ يَستَسلم لفَيض ثَغرَاته الخَاصَّة).. آه عَلَى عِبَارة «ثَغرَاته الخَاصَّة»، كَم هي عَميقَة، وشُكرًا لمُترجم الكِتَاب

الأُستاذ «آدم فتحي»؛ الذي صَاغها بأمَانَة..!

وآخَر مَا انتَقيتُه مِن أَقوَال «إميل سيوران» حَول وَصف الرُّومَانسيين، يَقول عَنهم: (الرُّومَانسيُّون كَانوا آخَر المُختصِّينَ فِي الانتحَار.. بَعدهم صَار الانتحَار عُرضَة لعَدَم الإتقَان.. مِن أَجل تَحسين نَوعيته، نَحن فِي حَاجَة كَبيرة إلَى

مَرض جَديد للعَصر)..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي الإشَارة إلَى أَنَّ هَذه صَفحة أُولَى؛ خَصصتُها للتَّعريف بالشَّاعِر الكَبير «إميل سيوران»، ومَن أَرَاد المَزيد، فعَليه الذِّهَاب إلَى المَكتبَة، أَو شِرَاء كِتَابه عَن طَريق البَريد..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store