Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

ترامب يصلح ما أفسده أوباما

A A
الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» للمملكة والتي أثمرت عن ثلاثة قمم لا شك أنها قد خيّبت ظن (الواشنطن بوست) التي خمنت بأن الزيارة للسعودية لن تتعدى كونها زيارة عمل اعتيادية لأي رئيس أمريكي، وتصب في صالح كافة الأشخاص المعنيين، إلا أن النتائج جاءت على عكس ما ذهبت إليه تلك الصحيفة، حيث إن البيان السعودي الأمريكي المشترك الذي صدر عقب انتهاء الزيارة قد أفصح عن عقد شراكة استراتيجية جديدة للقرن الحادي والعشرين، وعزز من التعاون الدفاعي ومواجهة التهديدات للشرق الأوسط، كما أثمر عن مراجعة بعض بنود الاتفاق النووي مع إيران، وفوق كل ذلك احتواء التدخلات الإيرانية الشريرة وإشعالها الفتن الطائفية.

لقد جاءت هذه الزيارة بهدف كان يسعى الرئيس الأمريكي إليه، وهو تنشيط العلاقة بين الصديقين عقب الجفوة التي مرت بها في عهد الرئيس السابق «أوباما» الذي أحدث اضطرابًا في النسق التقليدي والمفاهيم الراسخة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي أدى بالتالي إلى اختفاء القوة الحقيقية، وكذلك الهيمنة العسكرية للولايات المتحدة، وأعطى الفرصة للمنافس التقليدي –

روسيا- للعب دورعبثي في الشرق الأوسط لم نشاهد فيه سوى الدمار والقتل، جاء الرئيس «ترامب» بغية إعادة وصياغة هذه العلاقة التي تمتد لأكثر من ثمانية عقود، علاقة شراكة وليست علاقة تنسيقية، فكتب فصل النهاية لسياسة الرئيس الأمريكي السابق «أوباما».

الكل مجمع على عدم أخذ التصريحات الانتخابية في الولايات المتحدة مأخذ الجد، مهما كانت حدّتها، نأخذ فقط ما يصدر من تصريحات أو مواقف عقب فوز الرئيس المنتخب، ولذلك لا نعير الذين يجترون تصريحات الرئيس الأمريكي «ترامب» أثناء حملته الانتخابية أي اهتمام، ما نعرفه عنه أنه جاء إلى مهد الحضارة والإسلام، وأعلن أمام قادة العالم الإسلامي بقوله: «إنني أقف أمامكم لأقدم رسالة صداقة وأمل، وهذا هو سبب اختياري أن تكون أول زيارة خارجية لي إلى قلب العالم الإسلامي، إلى الأمة التي تخدم أقدس موقعين في دين الإسلام».

وإذا كان الرئيس «ترامب» قد وضع القادة العرب والمسلمين الذين خاطبهم أمام مسؤولياتهم عبر دعوتهم للتصدي الجدي لأزمة التطرف الإسلامي والمجموعات الإرهابية الإسلامية التي تستلهم ذلك الفكر، فإن استعداد الدول الإسلامية المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بتوفير قوة احتياط قوامها 34 ألف جندي لدعم العمليات ضد المنظمات الإرهابية في سوريا والعراق عند الحاجة يعد من بين أبرز الاتفاقات التي تمخضت عنها هذه الزيارة وذلك التجمع الإسلامي الكبير، نجاح لا شك بأنه أغلق الأنظمة التي تعمل على تغذية الإرهاب، وتوزع مليشياتها في العديد من الدول لنشر الفوضى وعدم الاستقرار، تلك القوى كانت الخاسر الوحيد في هذا التجمع العالمي الذي أشار إليها وتعهد بوضع حد لتدخلاتها واستفزازاتها، نجاح باهر دعا صحيفة «التايمز» اللندنية إلى أن تُوجِّه رسالة لدول الغرب تدعوهم فيها إلى العمل مع الحلفاء العرب لمواجهة تخريب إيران للمنطقة، موضحة أن إيران لازالت دولة مارقة وستظل كذلك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store