Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

نهاية الطريق

A A
* يقبل الله من البشر الاستغفار عن ذنوبهم مهما بلغت، ويُسقط عنهم تبعاتها، إن أحسنوا التوبة له، فهناك اتفاق بين العلماء أن التوبة فرضٌ على المؤمنين، لقوله تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ).. «النور: 31».

فالله تعالى، كما يقول رسوله الله -صلى الله عليه وسلم-، «يقبل توبة العبد ما لم يغرغر».

* لكن من المدهش أن تظل هناك حقوق الناس على الناس، لا يسقطها الله تعالى لأنَّ فيها طرفًا ثالثًا.. هو صاحب الحق. يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه».

* ومن يتأمل هذه الصورة من السماحة والعفو والرحمة الإلهية في حقوق الله تجاه خلقه، ثم يُقارنها بالشدة في التعامل مع حق المسلم تجاه أخيه المسلم يُدرك عظم الخالق وصبره على عباده، فهو يقبل التوبة من العبد إلاَّ فيما يتعلق بحقوق العباد تجاه بعضهم البعض. حتى أن الجهاد والشهادة وغيرهما من أعمال البر لا يُكفِّر حقوق الآدميين، وإنما يُكفِّر حقوق الله تعالى، دون خلقه؟!

* لذا ما أجمل أن يصل الفرد منَّا إلى نهاية الطريق التي قدرها الله له في هذه الحياة، وصحيفة تعامله مع البشر خالية من ظلم هذا، وإيقاع الأذى بهذا، أو الحقد على هذا، وأن تكون صحائفنا بيضاء في التعامل مع الغير.

* أمَّا الجمال الأكبر فهو أن تنام.. ويختارك الله إلى جواره وأنت لم تظلم نفسك.. بعد أن تكون قد تبت إلى الله وسددت حقوق عباده. فاللهم أطوِ صحائفنا بيضاء.. واجعلنا في دنيانا وآخرتنا من السعداء.

#نافذة

:

(لوْ أنَّكم لمْ تكنْ لكُم ذنوبٌ، يغفرُها اللهُ لكُم، لجاءَ اللهُ بقومٍ لهُم ذنوبٌ، يغفرُها لهُم).

حديث نبوي

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store