Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

جائزة الشيخ المحيسن للمتون

A A
* في كلِّ زيارة أقوم بها لـ(كلية الشريعة في الجامعة الإسلامية) كان يَلفِتُ انتباهي، مكتب صغير الحجم في أحد أجنحتها، حيث الطلابُ يتعاقبون عليه، تختلف جنسياتهم وألوانهم ولغاتهم الأصلية، لكن بدا لي أنّ ما يجمعهم تلك الرغبة التي تقودهم للوصول إلى هَدف مَا ينشدونه.

* وفي أحد الأيام قادني الفضول الصحفي لاقتحام ذلك المكتب، بحثًا عن حكايته، ليُؤكِّد لي القائمون عليه بأنه يُدير مسابقة طلابية لحفظ وإتقان ودراسة المُتون العلمية.

* المسابقة انطلقت عام 1435هـ في كلية الشريعة بالجامعة ثم في كليتي الدعوة والحديث، وتهدف إلى تحفيز الطلاب على حفظ مُتُون مقرراتهم الدراسية، بما يزيد من ثقافتهم، ويجعلهم مؤصّلين علميًا، بما لا يتعارض مع تحصيلهم الأكاديمي، حيث بلغ عدد المشاركين في المسابقة منذ انطلاقتها قرابة الـ(3500 طالب).

* أما الجديد فهو أن تلك (المسابقة) قد تطورت، لتتَحوَّل اعتبارًا من صباح الأربعاء الماضي إلى (جائزة الشيخ صالح بن عبدالله المحيسن- رحمه الله- للمتون العلمية ودراساتها «مُتُون»).

* حيث تخدم (الجائزة) ثلاثة فروع: أولها حول إتقان المتون العلمية وتأصيلها، وثانيها في مجال الإبداع في عرض معاني أصول العلوم، بطرق عصرية ومبتكرة، مقرونة بالتطبيقات العملية والمعاصرة، وثالثها أتى في ميدان إثراء المتون العلمية، وخدمتها بالأبحاث العلمية والتحقيق، واستثمار التقنية في تيسيرها وتقريبها للمستفيدين.

* وهنا (العِلْم) كالشجرة لها أساس، ثم فروع متعددة وأغصان، فأصل العلوم (مُتُونها)، التي تحمل أصولَ مسائلها وتُغَذيها بالنبع الصافي، وبالتالي فَمِن مُتْقِنها يصبح قَادرًا على بناء فروع مثمرة.

* ولعل عدم الاهتمام بالتأصيل العلمي هو الآفة التي صنعت اليوم (الكثير) من أولئك السّطحيون المُتَعَيْلِمُون الذين أثاروا الجَدل بالآراء الغريبة والشاذة؛ لما أنهم لا يتكئون على أساس عِلْمِ مَتِيْن.

* (جائزة مُتُون) أراها تؤصِّل بامتياز لمنهجٍ جديد؛ فشكرًا للجامعة الإسلامية التي تبنتها، والشكر لـ(معالي مديرها الدكتور حاتم المرزوقي)، وهذا شكر وتقدير لـ(أبناء الشيخ صالح بن عبدالله المحيسن رحمه الله)، الذين يدعمون هذه (الجائزة)؛ وتقديري الخاص لجهود وعطاءات (الدكتور محمد بن صالح المحيسن).

* أخيرًا ما أتمناه وأدعو إليه أن تستهدف (مُتُون) في مستقبلها المشرق- بإذن الله- كل المهتمين ليس داخل المملكة بل خارجها، فالتأصيل العلمي أحد العوامل المهمة، التي ستضمن للمجتمع الإسلامي الأمن الفكري.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store