Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن عربي المغربي

رمضان وطوق الياسمين

A A
يعود شهر رمضان المبارك حاملًا معه كل ما تشتاق له الروح من روحانية وعبادة وسمو للنفس في التجرد من كل مظاهر الحياة الزائلة، إنه الشهر الذي فرض الله عز وجل فيه صيامه على أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال في محكم التنزيل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ومع الصيام والقيام تتحقق الغاية الفريدة والعظيمة منه، وهي التقوى الكاملة لله تعالى وطاعته واجتناب معصيته وتكون البشرى التي نطمح لها جميعاً أن يرزقنا الله ثوابه بالجنة، ومع طاعة الجوع عن ملذات الحياة ينير الله قلوبنا وينعش نفوسنا المتعبة ويفتح لنا أبواب الجنة ويغلق أبواب النار، ويدحر كيد الشيطان ليصبح رمضان شهرًا ينفرد بخصوصياته الإسلامية في الطاعة وتتحقق معه الفائدة الجسدية، فهو يحمي البدن من الكثير من الأمراض الشديدة والمستعصية ويصبح فرصة للتخلص من الكثير من العادات السلبية والكثير استطاع أن يحقق الانتصار في ذلك وأجمل ما في هذا الشهر الفضيل أنه ينشر الشعور بالعدل والمساواة بين الجميع، فيشعر الغني بحاجة الفقير ومعاناته فيبادر إليه بكرمه وعندها يتساوى الجميع في تحمل الجوع والعطش.

إن أكثر ما يشعر النفس بالفرح في شهر رمضان هو مبادرة الشباب والشابات المتطوعين في هذا الشهر عندما نجدهم يستعدون لإسعاد الأسر المحتاجة وتوفير احتياجاتهم الضرورية في سلال تحمل داخلها روح التكاتف والتراحم، ويتشكلون في مجموعات كطوق الياسمين في الأحياء الفقيرة ويبادرون بهمة الشباب التي لا تعرف سوى العطاء اللامتناهي في صور جميلة، ونراهم في الطرقات يسارعون لإفطار الصائمين الذين قد لا تسمح لهم ظروفهم بالإفطار مع أسرهم يسلمونهم وجبات الإفطار مغلفة بابتساماتهم.

* رسالة:

التطوع من أبرز السمات التي تقاس بها إنسانية المجتمع.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store