Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد سعيد درباس

قرب أم بعد !

A A
«الحوار فرصة لقول ما نريد للآخر..».

في خبر عابر ، وما أكثر الأخبار العابرة التي يعج بها الفضاء الاجتماعي ، ثمة خبر يسترعي الانتباه وخبر آخر يستحوذ على الاهتمام وثالث يسترعي الانتباه ويستحوذ على الاهتمام في آن معاً .

ورد على منصات التواصل الاجتماعي خبر مؤداه ان وزارة التعليم في وارد وقف برامج الانتساب في الجامعات للحصول على شهادة البكالوريوس ،ولم يرد في سياق الخبر المتداول تفاصيل مقنعة أو منطقية لأسباب هكذا توجُّه ،وإن كنا نظن -والظن في هكذا سياق قد يرقى الى اليقين- فوزارة التعليم بحسب مانشر وتم تداوله رفعت ملخص رؤيتها حول الموضوع برمته للمقام السامي تستئذنه في وقف برامج الانتساب التي تقدمها بعض الجامعات السعودية للراغبين في تطوير مهارتهم وذخيرتهم المعرفية ، وبرامج أخرى موازية للانتساب منها : «التعليم عن بعد» ولربما بررت الوزارة توجهها بتدفق خريجي هذه البرامج الذين ينخرطون بحسب ما يتردد في طوابير البطالة ، وإن كان هناك تحفظ على هذه البرامج وتبرير كثرة الخريجين من هذه البرامج فليس كافياً لوقف البرامج المنوه عنها آنفاً ولا ندري ان كانت الوزارة بنت توجهها حيال الموضوع على مسوحات أو دراسات علمية وإن كان يساورني الشك.

ومعلوم ان نظام الانتساب على وجه الخصوص يلجأ له المواطنون الذين قد تجاوزوا سن التعليم الجامعي وفي غالبيتهم هم من الموظفين الذين حالت ظروفهم المختلفة عن اكمال دراستهم إلا أن جذوة الرغبة في مواصلة التعليم لم تخبُ إذ إنهم يعولون على تلك البرامج بقصد الحصول على المؤهل إما لأجل الترقي الوظيفي وفي بعض الاحيان مواصلة الدراسة متى ما تسنى لهم ذلك .

إن الغاء برامج التعليم الجامعي بالانتساب أو عن بعد ربما اعتمد على فرضية ان المخرجات تعتورها الهشاشة ! إلا ان الأمر يحتاج الى إعادة البصر كرتين والعمل بجدية على تطوير تلك البرامج لمواكبة طموحات الناس وتطلعاتهم . إن التوسع في برامج التعليم عن بعد يتيح الفرصة لأكبر عدد ممكن من الناس لتعظيم مستواهم العلمي بما ينعكس على ادائهم العملي في مختلف القطاعات .. نتمنى على الوزارة ان تشرع أبواب الامل للراغبين في مواصلة مسيرتهم التعليمية لا العمل على إغلاقها وتضييقها ،فالانتساب والتعليم عن بعد ضربان من ضروب التعليم المستمر متى ما طورت آلياته ..وللمعلومية هناك دول متقدمة تعليمياً تعتمد التعليم عن بعد حتى على مستوى الوحدات الدراسية.

*ضوء : (الفكرة الهشة هي تلك التي دائما ما تسمع صراخ أتباعها).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store