Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

رسالة الملك للبشر

A A
ما أجمل أن تتعامل مع الناس بشكل عام بأنهم فقط بشر دون أن تضع بينك وبينهم حواجز مادية أو معنوية ودون أن تعتمد على مسميات أو ألقاب أو تنظر إلى أصل أو فرع أو تراعي مكانة أو جاهاً أو سلطاناً أو ثراء فيكون ميزان كلامك وتعاملك ونظراتك وهمساتك ومواقفك جميعها تخضع في الدرجة الأولى إلى ميزان البشرية والإنسانية.

تغريدة خادم الحرمين الشريفين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك كانت تغريدة بشرية تقوم في أساسها على منطق الإنسانية فقد نشر عبر حسابه الرسمي بتويتر تغريدة كتبت باللغتين العربية والإنجليزية ( أهنئكم بشهر رمضان المبارك، أحد بواعث الخير والمحبة بين البشر، سائلاً الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين والعالم كافة من الشرور والفتن ) فرمضان هو شهر الخير والمحبة والغفران ليس فقط على مستوى العالم الإسلامي بل لكل البشرية ،فهو يحل على الدول الإسلامية وغير الإسلامية ويحل على المسلم وغير المسلم فمنهم من يلتزم بتعاليم معينة ومنهم من يراعي تطبيق الآخر لتلك التعاليم الدينية .

أن نتعامل مع بعضنا البعض كبشر هي أعلى درجات الرقي في التعامل ، فالبشر جميعهم لديهم كتلة من المشاعر وهم في نهاية المطاف بشر يصيبون ويخطئون فهم ليسوا ملائكة ولهم لهجة واحدة متعارف عليها وهي اللهجة الإنسانية فمهما بلغ بعضهم من ظلم أو بطش أو طغيان فهم في نهاية المطاف بشر فيهم خصال الخير والشر والحب والكره وحتى لو انتكست فطرة أحدهم إلى مستويات دنيا وتخلى عن بشريته وإنسانيته فمن واجبنا أن نبقي التعامل معه بأنه بشر فالتعامل البشري والإنساني لا يأتي من خلال تقييم الآخرين ثم التعامل معهم بل من خلال مبدأ التعامل الذاتي والذي اعتاد كل فرد أن يتعامل به مع الآخرين .

عندما نتعامل مع بعضنا البعض كبشر لنا حقوق متساوية وعلينا واجبات متساوية ويحكمنا نظام يساوي بيننا من خلال منظار البشرية والإنسانية فإن المحبة والخير ستنتشر كما سيحل الأمن والأمان وسيعيش الفرد من البشر في أي مكان مطمئناً بأن من بجواره هو إنسان وبشر مثله ويتعامل معه على إنه إنسان ولا يتعامل معه بناء على نسبه أو منصبه أو جاهه أو ثرائه كما لا يحرص على تصنيفه فكرياً أو مذهبياً أو دينياً ويجعل كل تلك المعايير أساساً في تعامله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store