Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

فوضوية تعمير المساجد

A A
مقال الأسبوع الماضي عن السُّفر الرمضانية أحدث كثيراً من الأخذ والرد ،وقد هاتفني الصديق حسين خشيم وقال إن هناك من أبناء المدينة النبوية ومكة المكرمة من هم مهتمون بأنفسهم بسُفر رمضانية ومسؤولون عن ما يوضع فيها من أطعمة وعن النظافة بعد إتمام الافطار وبعيداً عن الفوضوية،فاذا كان كذلك ويعرفون مقدار وحجم الإفطار الذي يوضع وبطريقة منظمة فهذا حل للفوضى الموجودة من البعض الآخر وأكثر سفر فوضوية تلك التي في ساحات الحرمين ،ولا بد من ترتيب لها حتى لو يخصص للسفر المتنوعة (الأطعمة بما فيها الرز والدجاج) أماكن جانبية تخلى بعد الإفطار حتى تتم نظافتها.

وهناك اقتراح وصلني من الصديق الدكتور عبد المحسن السفياني بأن يكون الافطار على ما ذكرنا قطعة خبز وتمرات بسيطة وتوزع الوجبات على المحتاجين مغلفة بعد صلاة المغرب بالمساجد وبعد التراويح في الحرمين ليتم تناولها في منازلهم .

أعود لعنوان مقالي ، تعمير المساجد مطلوب ومندوب ومحبوب وفيه أجرعظيم ولكن بالفوضى الموجودة حالياً غير مقبول ولا مستساغ ،تجد في مساحة مربعة صغيرة بين كل مسجد ومسجد مسجدين ،حتى إنك وقت الأذان لا تستطيع أن تتابع أحداً منهم وتقول مثل ما يقول توخياً للأجر وحتى في الصلوات الجهرية تتداخل أصوات الأئمة بقراءة القرآن الكريم .

والمسجد يجمع الجيران والمصلين ويؤاخي بينهم من خلال تأدية الفريضة وعندما تزيد المساجد عن العدد المطلوب المعقول في مساحة معينة تفقد أهميتها الاجتماعية والتجميعية .

حبذا لو أُهتم بعمارة المساجد ويكون التباعد بينها معقولاً مقبولاً ونوفر للمسجد الخدمات المساندة مثل المواقف التي يفتقدها جل مساجدنا ،وحبذا لو أنشئ حوله حديقة تسر الناظرين بدلاً من مساجد متقاربة مشوشة على بعضها البعض تفتقر لأدنى مقومات التجهيزات والمواقف والبعض منها حتى النظافة لا تليق بمكانته كبيت من بيوت الله .

وللعلم مصارف وأبوب الخير كثيرة وليست مقصورة على بناء المساجد وهناك أمور ومطالب خيرية أخرى فيها تقصير وهناك من أوجه الخير الكثير التي يتطلبها المجتمع.

لابد من التوازن في الصرف على الاعمال الخيرية وحبذا لو تكون في كل مدينة هيئة تطوعية فيها من المختصين وأهل الخبرة والعلم لإعداد دراسات لمطالب أوجه الخير التي تتطلب دعم المحسنين ،وتزود كل راغب في عمل خيري عن المتاح من المشاريع الخيرية التي هي في حاجة للدعم ،وبهذا نرتقي بالعمل الخيري ونكتفي من الصرف عن مشاريع فيها فائض ويعتبر الصرف عليها أموالاً مهدرة وتبذيراً لا مبرر له .

وبمناسبة حلول شهر الخير نتقدم بالتهنئة للقراء الأكارم ولجميع المسلمين سائلين الله أن يعيده علينا ونحن في أحسن حال مما نحن عليه اليوم.

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store