Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

عبدالرحمن اليوبي كما عرفته

A A
معالي الأستاذ الدكتور عبدالرحمن اليوبي «مدير جامعة الملك عبدالعزيز»، يعجزُ اللسانُ عن ذكر محاسنه، فهو رجلٌ سمحٌ وسهلٌ، مُحبٌّ لفعل الخير، مجبولٌ على خدمة الناس، أبوابه مفتوحة للكبير والصغير، الغني والفقير، وأصحاب الحاجات، يقضي مصالح الناس، ويُخفِّف من آلامهم، خاصَّةً الطلاب، ويُقدِّم لهم الخدمات التي يقدر عليها، وإذا لم يقدر على تقديم الخدمة، يعتذر بأسلوبٍ سمحٍ لطيفٍ، ويرضي صاحب الطلب؛ حتَّى يخرجَ من عنده وهو مجبورُ الخاطر.

عملتُ معه عن قرب، عندما كنتُ وكيلاً لكليَّة الآداب، وهو وكيل الجامعة للشؤون التعليميَّة، فكان لنا معه لقاءاتٌ متواصلة، نبحث فيها مشكلات الطلاب في كليَّاتنا، فكان يحرص على خدمة أبنائنا الطلاب، وتسهيل أمورهم، وتخفيف العبء عنهم. رجلٌ سمحٌ بمعنى الكلمة، أحبَّه الجميعُ؛ نظرًا لطيبة نفسه، وصدق نيَّته، وتفانيه في العمل ليل نهار، وحبّه لخدمة الآخرين.

جل وقته لخدمة الناس، وتسهيل أمورهم، كان شعاره خدمة الطالب أولاً، وخدمة الطلاب الذين تجاوزت أعدادهم (150 ألف طالب وطالبة)، وعدد أساتذتها أكثر من (5000 عضو هيئة تدريس)، خلاف الفنيين والإداريين والمحاضرين، ولو سألت أيًّا منهم فسوف يثني عليه الثناء العطر، وأمَّة محمد -صلى الله عليه وسلم- لا تجمع على ضلال.

الزوبعة المثارة ضد هذا الأكاديميِّ والإداريِّ البارز المتفاني في عمله «بأنَّه وظَّف مجموعةً من جماعته» في مناصب إداريَّة في كليَّات الجامعة، وفروعها، لن تُؤثِّر في تاريخه، ناصع البياض، فما هي إلاَّ زوبعة في فنجان، حيث يقول الله عزَّ وجلَّ: «فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ».. (الصافات 98).

يقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: «أحبُّ النَّاسِ إلى اللهِ أنفعُهُم للنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ -عزَّ وجلَّ- سرورٌ يدخلُه علَى مسلمٍ، أو يكشفُ عنْهُ كُربةً»، وهذه الخصال الحميدة محقَّقة في الدكتور اليوبي، ولا نُزكِّي على الله أحدًا، ولكن شهدنا بما علمنا، وعايشناه عن قُرب، ولمسناه من هذا الرجل الكريم، ومن إحدى مناقب الدكتور اليوبي الحسنة، كنتُ أحيانًا أُقدِّم له كشفًا بمجموعة من الطلاب والطالبات رقيقي الحال، ومن الأيتام كذلك، فكان يوافق على الطلب، ويُحوِّله إلى عميد خدمة المجتمع لاعتماده لدخولهم الجامعة بدون رسوم، وقد حقَّق بعض من هؤلاء الفقراء والأيتام نتائجَ مشرِّفة في الحصول على درجاتٍ علميَّةٍ متقدِّمةٍ من خارج المملكة. جعل الله أعماله الصالحة خالصةً لوجهه الكريم، وفي ميزان حسناته، وكثَّر الله من أمثاله، فهو -بحقٍّ- قد حقَّق توجيهات ملكنا المحبوب، في خدمة الوطن والمواطن، وتسهيل أمور النَّاس، وهذه هي التنمية المستدامة التي ينشدها خادمُ الحرمين الشريفين -رعاه الله- وحكومته الرشيدة بالاستثمار في المواطن، فله منَّا كل الشكر والتقدير، وله من الله الأجر والمثوبة على أفعاله الفاضلة. والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store