Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

استدعاء داعش لوأد أي قضية عربية أو إسلامية!

A A
مع تزايد الهموم العربية الخاصة بالوطن العربي، تنزوي قليلًا الهموم الإسلامية الخاصة بالأمة، صحيح أن قضية فلسطين تظل قاسمًا مشتركًا بين الشعوب العربية والإسلامية، لكن الصحيح أيضًا -وعلى المستوى الشخصي- أنني ابتعدتُ كثيرًا عن قضايا كنتُ أتبنَّاها!

من ذلك -على سبيل المثال لا الحصر- قضايا المسلمين في تركستان الشرقية، وفي ولاية صباح الماليزية، وفي كشمير، وفي زامبونجا ومندناو!

كنت أجلس في مكتب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي عندما راحت مديرة الإعلام الأستاذة مها عقيل تتحدَّث عن مسلمي الفلبين.. فلما جاء ذكر نوري ميسواري قلت: «الله يرحمه»، وحين ابتسمت السيدة مها أدركتُ أن الرجل مازال حيًّا يُرزق!

والحاصل أنني قضيتُ في مشواري الصحفي فترة ليست بالقليلة مدافعًا ومنافحًا عن قضية المسلمين في جزر الفلبين، وقد زاد هذا الاهتمام عندما سافرتُ إلى هناك مع الدكتور عبدالله نصيف الذي حبّبني وفتح لي جسورًا مع الأقليات المسلمة في أنحاء الدنيا.

وتوثقت العلاقة بالقضية عندما حججتُ مع المناضل نوري ميسواري ذات مرة، ومع المجاهد سلامات هاشم مرة أخرى!

كان ميسواري قد استقر على النضال الثوري بالطرق السلمية مكونًا الجبهة الوطنية لتحرير جزر المورو، فيما اختار هاشم طريق الجهاد مكوّنًا الجبهة الإسلامية!

أكثر من أربعين عامًا أو يزيد، والقضية تسطع سنة وتختفي سنة، دون أن ييأس المسلمون هناك في الحصول على الحكم الذاتي.

والحق أن الحكومات الفلبينية المتعاقبة، جرَّبت كل أشكال المناورة دون أن يموت الأمل في نفوس مسلمي المورو.. والحق كذلك أن منظمة المؤتمر الإسلامي -التي تَغيَّر اسمها إلى التعاون الإسلامي- لعبت دورًا إيجابيًّا مهمًا في دعم القضية.

في المرة الأولى، نجحت المنظمة بدعم من ماليزيا في توقيع اتفاقية تقضي بمنح مسلمي المورو حكمًا ذاتيًّا.. لكن المتعصبين هناك لجأوا للمحكمة العليا فتجمَّد الاتفاق.

وفي هذه المرة ومع فشل كل الجهود التي استهدفت تمييع القضية وتهجير المسلمين وتغيير التركيبة السكانية، كان لابد من استدعاء داعش لوأد القضية، ووصم الجبهتين الوطنية والاسلامية بالارهاب!

والحق عندي أن الذي استدعى داعش لقتل القضية، هو نفسه الذي استدعاه في العراق، فملأ الساحة بالطائفية!

الذي استدعاه إلى مندناو، هو الذي استدعاه لتسهيل أو تسليك الأمور في كركوك وفي الموصل!

الذي استدعى داعش لقتل حق المسلمين في الحكم الذاتي في الفلبين، هو نفسه الذي استدعاه في سوريا لتمييع القضية!

الذي استدعاه لمندناو، هو الذي استدعاه لحلب وإدلب والحسكة!

الذي استدعى داعش لمندناو، هو الذي استدعاه في ليبيا ليزداد الأمر غموضًا وضبابية!

إذا ظهر داعش في أي قضية خاصة بدولةٍ عربية أو أقليةٍ مسلمة، فاعلم أن المستهدف هو خلط الحق بالباطل، وتخويف مناصري الحق من فتح أفواههم!

داعش هو الطريق السهل والسريع لشق الصفوف العربية والجيوش العربية!

داعش هو الاختراع الجهنَّمي الذي يرتدي عباءة سوداء ليجعل سنين العرب والمسلمين كلها سوداء.

داعش هو القلم الذي يقطر حبرًا أحمر أو أسود لرسم الخريطة العربية!

ومن عجب أو من غير العجب عدم ظهور داعش في إسرائيل وإيران حتى الآن!

فإن قلت أنه ظهر في فرنسا، أو في أي مكان، فاعلم أن المستهدف بالدرجة الأولى والثانية والثالثة هو الإسلام.. أفرادًا أو جماعات أو دول... إنه تنظيم الدولة الشيطانية.. مع ذلك يُصرّون على تسميته تنظيم الدولة الإسلامية!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store