Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

رحلات الخطوط السعودية.. إلى أين؟!

A A
تميَّزت الخطوطُ السعوديَّةُ في انضباطِ مواقيت رحلاتها المحليَّة والدوليَّة؛ حتَّى وصلت مرحلة الامتياز، وحقَّقت نتائجَ باهرةً تصلُ إلى 94%، وأحيانًا قفزتْ إلى 96% في مواعيد التشغيلِ (المغادرة والوصول)، ولكنْ لوحظَ في الآونةِ الأخيرةِ تعثُّر قيام بعض الرحلات، والتأخير في مواعيد الإقلاع والوصول، بل تعدَّى الأمرُ إلى أنْ يصلَ التَّأخير إلى بضعِ ساعاتٍ.

لا نعلمُ أينَ يكمنُ الخللُ؟ فعندما تسأل عن التَّأخير المتكرِّر للمغادرةِ تأتي الإجابة بأنَّ الطائرةَ لم تصل من المحطَّة الدوليَّة في خارج المملكة، وهذه المحطَّات دائمة التَّأخير لطائرات خطوطنا، والبعضُ يُرجِع التَّأخيرَ للصيانةِ، وآخرون للأحوال الجويَّةِ، وغيرها من الأعذار التي تشغل بال المسافرين.

حدث تأخيرٌ على طائرةِ السعوديَّةِ المتَّجهة للمدينةِ المنوَّرة في يوم السبت 22 إبريل 2017م، رقم الرحلة 1466، والتي كان موعد مغادرتها 12.25 ظهرًا، ثمَّ تأخَّرت حتَّى الساعة 1.35، ثمَّ تأجَّلت إلى الساعة 2.00، ولم تقلع إلاَّ الساعة 2.30 بعد الظهر، حيث كان وصولنا إلى مطار المدينة مع أذان العصر. وفي العودة تكرَّر نفسُ السيناريو في اليوم التالي الأحد 23 إبريل 2017م، كانت العودة 12.30 صباحًا، ثمَّ تأخَّرت للساعة 1.25، ثمَّ تأجلت للساعة 1.45 صباحًا، ولم تصل إلى جدَّة إلاَّ الساعة 3.30 صباحًا، وبعد عناء البحث عن موقف للطائرة في المطار المكتظ بالطائرات، والذي أخذ حوالى 20 دقيقة، تمَّ الوقوف في أقصى نقطة في شمال المطار، ومن ثم الانتقال للحافلة المقلَّة للركاب -التي نتمنَّى أن نتخلَّص منها قريبًا، إن شاء الله- ثمَّ الخروج من الصالات مع أذان الفجر.

هذا التأخيرُ محسوبٌ على ناقلنا الجويِّ الوطنيِّ ذي التاريخ العريق، كما يؤثِّر في مصداقيَّة التَّشغيل وعمليَّة الانضباط في حركة الإقلاع، والوصول في الأوقات المحدَّدة، والتي ينشدها كلُّ من يستخدم هذه الوسيلة السريعة، لقضاء حوائجه بسهولة ويسر، وإلاَّ ما الفائدة المرجوَّة من استخدام الطائرة، إذا كان هدر الوقت والمال بهذا الشكل.

كثير من المسافرين يفضِّلون أن يأخذوا سيارتهم، فهي أسرع وأوفر في الوصول إلى مبتغاهم، إذا كانت المسافات قريبة، ولا تحتاج إلى هذا العناء.

معظم الطائرات في ذلك اليوم كان عليها تأخير: الرياض، الدمام، الجوف، جازان، وغيرها، وهذه الملاحظة جديرة بالاهتمام والمتابعة من قبل مسؤولي الإدارات المعنيَّة في الخطوط، كما نأمل من كبار المسؤولين في المؤسَّسة أن يتابعوا هذا الأمر بجديَّة، لأنَّه أصبح مصدرَ إزعاجٍ وقلقٍ كبيرٍ، خاصَّةً للمرتبطين بمواعيد مستشفيات من كبار السن، ورجال الأعمال، ومستخدمي الخطوط السعوديَّة بوجهٍ عامٍّ.

كما نرجو أن يتنبَّه مسؤولو الخطوط إلى الرحلات القادمة من مطارات أجنبيَّة (إقليميَّة أو دوليَّة)، وإعطاء المسافر الوقت الكافي لضمان وصول الطائرة من وجهتها وصيانتها، ومن ثمَّ إعدادها للمغادرة في الوقت المحدد.

عشمنا كبير في خطوطنا التي اعتدنا دائمًا على تميُّزها بأن تعطي المسافر بعض الاهتمام؛ حفاظًا على وقته وراحته بدقَّة المواعيد التي تميَّزت بها مسبقًا، وأن تعود إلى سابق عهدها، كخطوط رائدة على مستوى العالم، وأن تعيد النظر في جدولة الرحلات، بحيث يكون هناك سعة من الوقت، حتَّى لا تتكرَّر عمليَّات التَّأخير للرحلات المرحَّلة من وقت إلى آخر، بما يضرُّ بمصالح المسافرين للجهات المختلفة من المملكة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store